بشرى سارة لمرضى السكر.. تطوير أقراص أنسولين بديلة للحقن
في بارقة أمل لمرضى السكر، نجح علماء في تطوير أقراص أنسولين يمكن تناولها عن طريق الفم، دون الحاجة إلى الحصول على حقن الأنسولين، ما يوفر عليهم عناء الوخز بالإبر.
وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن علماء تمكنوا من تطوير أقراص الأنسولين التي يمكن أن تؤخذ عن طريق الفم، والتي تحل محل الحقن التي يحصل عليها مرضى السكر بشكل يومي، إذ تساعد تلك الاقراص الجديدة في توصيل الإنسولين إلى الجسم من دون أن يتعرض المريض للوخز بالإبر.
تطوير أقراص أنسولين
في التفاصيل، قالت الصحيفة البريطانية إن علماء في جامعة كولومبيا البريطانية UBC، في كندا، نجحوا في تطوير أقراص توفر جرعة كاملة من الأنسولين لكبد الشخص، بدلا من فقدان تأثير تلك الأقراص التي تم استخدامها في محاولات سابقة، في المعدة.
ويحتاج العديد من مرضى السكر إلى جرعات عدة من الأنسولين للتحكم في حالاتهم بشكل يومي حاليًا، وعادة ما يتم اللجوء للحقن بإبر صغيرة، وهو أمر مزعج وغير مريح لمرضى السكر.
سبب رئيسي للوفاة في أمريكا
وأكدت الصحيفة البريطانية أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها قالت إن 37 مليون أمريكي، أو أكثر من واحد من كل 10 أشخاص، يعانون من مرض السكر، الذي يعد ثامن سبب رئيسي للوفاة في أمريكا، كونه مسؤولا عن أكثر من عن 100 ألف حالة وفاة كل عام.
وتظهر هذه النتائج المثيرة أننا نسير على الطريق الصحيح في تطوير تركيبة الأنسولين التي لن تحتاج بعد الآن إلى الحقن قبل كل وجبة، وتحسين نوعية الحياة، فضلا عن الصحة العقلية لأكثر من 9 ملايين مريض بالسكر من النوع الأول.
من جانبه، قال الدكتور أنوبهاف براتاب سينج، الأستاذ المساعد في معالجة الأغذية بجامعة كولومبيا البريطانية، والمحقق الرئيسي في الدراسة، في بيان، إن الأنسولين يتم إنتاجه بشكل طبيعي في البنكرياس، ثم ينتقل إلى الكبد، حيث يساعد في معالجة نسبة السكر في الدم، موضحا أن الشخص المصاب بداء السكر من النوع الأول لا ينتج ما يكفي من الأنسولين للتحكم في نسبة السكر في الدم، هذا إن وجد.
وأضاف سينج أن جميع مرضى السكر من النوع الأول يحتاجون إلى نوع من جرعة الأنسولين لإدارة حالتهم، وقد يحتاج الأشخاص المصابون بداء السكر من النوع الثاني أيضًا إلى دواء الأنسولين، وقد لا تكون كمية المادة التي ينتجها الجسم بشكل طبيعي كافية للتعامل مع ارتفاع نسبة السكر في الدم.
وبينما الحقن القياسي للأنسولين في 100 وحدة دولية «iu» لكل حقنة، فقد اضطرت المحاولات السابقة لتطوير حبوب الأنسولين بحيث تحمل حوالي 500 وحدة دولية لتعمل بشكل صحيح، ووجد أن هذا ليس فعالا للغاية، ويمكن أن يؤدي بلا داع إلى زيادة تكلفة الحبوب، خصوصا مع ارتفاع تكلفة الأنسولين المثير للجدل في دول مثل الولايات المتحدة.
كما وجد العلماء والباحثون خلال المحاولات السابقة أن الحقن تعمل بسرعة وتزود الجسم بالأنسولين الذي يحتاجه، في حين تستغرق الأقراص من ساعتين إلى 4 ساعات لتوصيل الجرعة.
سريع الامتصاص
من جهته، قال الدكتور ألبرتو بالديلي، أحد كبار الزملاء الذين شاركوا في البحث، إنه على غرار حقن الأنسولين سريع المفعول، يمتص القرص الجديد عن طريق الفم بعد نصف ساعة ويمكن أن يستمر لمدة ساعتين إلى 4 ساعات.
واختبر الباحثون حبوبهم المطورة حديثا على الفئران في محاولة لمعرفة كيف ستتدفق عبر الجسم، فكانت نتائج التجارب واعدة.
وقال المؤلف الأول للدراسة، والمرشح لنيل درجة الدكتوراة في جامعة كولومبيا البريطانية، إنه حتى بعد ساعتين من الولادة، لم نجد أي أنسولين في معدة الفئران التي اختبرناها، كان كل شيء في الكبد وهذا هو الهدف المثالي للأنسولين، وهذا ما أردنا رؤيته.
تقول جمعية السكري الأمريكية، إن المحصول الحالي من حبوب السكري المتاحة يستخدم فقط في حقن الأنسولين الإضافية، للأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة إضافية في إدارة حالتهم.
ويوصى أيضًا باستخدام هذه الحبوب لمرضى السكر من النوع الثاني، مع عدم وجود خيار لمن يعانون من النوع الأول.
ويأمل فريق UBC أن يساعد اختراعه الجديد في سد هذه الفجوة، لأولئك الذين لا ينتج بنكرياسهم كمية كافية من الأنسولين، ومنحهم خيارًا أسهل لتلقي الجرعات.