متلازمة المثانة الخجولة.. نفسية أم جسدية؟
ما هى متلازمة المثانة الخجولة؟.. حينما تكون على سفرٍ، وتضطر للتبوّل، فإن الحمامات العامّة هي أول ما نلجأ إليه، وإذا لم نجد حمامات عامة، قد نلتجئ إلى أي مقهى أو مكان عام، وهناك أناسٌ يمكنهم إفراغ مثانتهم ببساطة في تلك الظروف ولكن هناك أيضا آخرين هذه الأماكن بالنسبة لهم تبدو مستحيلة للتبوّل فيها، كونهم مصابين بما يعرفف بـ"متلازمة المثانة الخجولة".
ما هي متلازمة المثانة الخجولة؟
حسب الدكتور أبانوب أمير أخصائي جراحة المسالك البولية والأمراض التناسلية وأمراض العقم والذكورة، فإن متلازمة المثانة الخجولة، وتُسمّى أيضًا بزل البول أو كما تسمى علميًا "باروريسيس"، وهي الحالة التي يواجه فيها المصاب مشكلة في التبوّل، سواء في مرحاضٍ عام، أو في حمام منزل شخص آخر، أو حتى في بيته إذا كان هناك غرباء في منزله، وعندما يتحسس مصاب متلازمة المثانة الخجولة وجود أي شخص آخر غيره في المكان، فإنه لا يقدر على التبوّل، ويحتاج إلى الرجوع إلى منزله سريعًا لقضاء حاجته.
وبحسب إحصائيات، يعاني ما يصل إلى 20 مليون أمريكي من متلازمة المثانة الخجولة، حيث تؤثر على حياة المصاب الشخصية والاجتماعية والمهنيّة، لأنه يجد صعوبة بالغة في البقاء فترة طويلة خارج المنزل، لذا يتجنّب الحفلات، المواعيد، الأحداث المختلفة، وقد يحدّ ذلك من خياراته الوظيفية، إذا كان دوامه طويلًا، فقد يتخلّى عن الوظيفة لصالح راحته الجسدية في التبوّل.
متلازمة المثانة الخجولة نفسية أم جسدية؟
وهذه الحالة ليست مرضيّة تمامًا، بمعنى لا تتعلق بمشكلة في الجهاز البولي وليس هناك شيٌء غريب في المسالك البوليّة، بقدرِ ما هي نفسيّة، ولذا صُنّفت متلازمة المثانة الخجولة ثاني أكثر أشكال الاضطراب الاجتماعي شيوعًا بعد رهاب التكلّم أمام الجمهور.
أسباب متلازمة المثانة الخجولة
وعن أسباب متلازمة المثانة الخجولة، فتاتى نتاج تكامل الضرر النفسي مع الجسدي، إذ يبدأ الأمر نفسيًا بموقف قديم قد حدث معك سابقًا جعلك ترهَب التبوّل في أي مكان يتوجد فيه أشخاص، ربما عندما كنتَ طفلًا، تأخّرت حتى اعتدت على استخدام الحمّام، لذا كان ينتقدك والدك بشكلٍ كبير، سواء بينكما أو أمام الناس، وهذا ما يشكّل عقدة لديك، وتصبح خجولًا حتى في أن تستأذن لتذهب إلى الحمام.
وتتضمن الأسباب النفسية الأخرى مث التعرض لموقف ما داخل حمام المدرسة على سبيل المثال عندما قام صديقك بتخويفك، أو السخرية منك أمام الجميع في الحمام، أم هجم عليك أحدهم في الحمام بينما أنت في الداخل تتبوّل، وتسببَ في إحراجك أمام مجموعة أخرى، وفي أسوأ الأحوال، وقد تكون التعرّض لاعتداء جنسي في دورة المياه، سبب فوبيا من دخول الحمامات أمام أحد.
وتُتَرجَم تلك الأسباب النفسية إلى قلق من الموضوع في البداية، يتحول إلى مشكلة في أجزاء الجسم، في الجهاز البولي، وعندما يتملّكك القلق، يمتلئ جهازك العصبي بالأدرينالين، وتخذلك عضلات المصرّة التي تتحكّم عمليًا في تدفّق البول من المثانة، وبينما يجب أن تمنحك الإذن في التبوّل، ستشعر أنها تتجمّد وكأن أحدًا يسدّها، وستُغلق المصرّة العاصرة، وكلما حاولت أكثر، كلما زاد رفض المصرّة بالسماح للبول بالتدفّق.