السبت 05 أكتوبر 2024 الموافق 02 ربيع الثاني 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

دواء لـ الصرع قد يكون له علاقة بعلاج سرطان المعدة| تفاصيل

السبت 06/يوليو/2024 - 12:10 ص
 سرطان المعدة
سرطان المعدة


يمكن مواجهة مقاومة السرطان للعلاج الكيميائي عن طريق استهداف اللاكتات، وهي المنتج الذي يتراكم عندما تقوم الخلايا السرطانية بتحويل العناصر الغذائية إلى طاقة.

يؤكد هذه النتائج بحث جديد، نُشر في مجلة Nature.

إن الدواء الذي يستخدم حاليا لعلاج الصرع يستهدف إنتاج اللاكتات، وفي دراسة ما قبل السريرية، أعاد حساسية سرطانات المعدة للعلاج الكيميائي، مما أدى إلى انكماش الأورام وإطالة البقاء على قيد الحياة، وفق ما ذكره موقع ميديكال إكسبريس.

تأثير دواء الصرع على العلاج الكيميائي

بدأت الآن التجارب السريرية لاختبار ما إذا كان دواء الصرع، المسمى ستيريبنتول، يجعل العلاج الكيميائي يعمل مرة أخرى لدى الأشخاص المصابين بسرطان المعدة الذين أصبحوا مقاومين للعلاج.

وكشف البحث الذي أجراه معهد أبحاث السرطان في لندن وجامعة صن يات صن في الصين في مرحلة مبكرة، عن الدور الذي يلعبه اللاكتات في إصلاح الحمض النووي للخلايا السرطانية بعد أن تسبب العلاج الكيميائي في إتلافه.

معالجة مقاومة العلاج الكيميائي

يهاجم العلاج الكيميائي السرطان عن طريق إتلاف الحمض النووي للخلايا، لذا تحاول الخلايا إصلاحه بسرعة أثناء محاولتها البقاء ومواصلة النمو.

فحص الباحثون أنسجة 24 مريضا بسرطان المعدة، حيث كان 15 من السرطانات مقاومة للعلاج الكيميائي واستمرت الأورام في النمو.

وقد وجد الباحثون أن اللاكتات ـ التي تتراكم في الخلايا السرطانية أثناء تحويلها لمصدر غذائها، الجلوكوز، إلى طاقة في عملية تسمى التحلل السكري والتي لا تتطلب الأكسجين ـ كانت أكثر وفرة في أنسجة السرطان المقاومة للعلاج الكيميائي، وأثناء التحلل السكري عندما يكون الأكسجين محدودًا، يتحول الجلوكوز أولًا إلى بيروفات ثم لاكتات، بواسطة إنزيم يسمى LDHA.

استهداف تراكم اللاكتات

لاختبار ما إذا كان منع تراكم اللاكتات يمكن أن يجعل العلاج الكيميائي يعمل لفترة أطول، استهدف الباحثون إنزيم LDHA باستخدام ستيريبنتول.

يستخدم ستيريبنتول حاليًا لعلاج الصرع ويوقف إنزيم LDHA عن العمل.

وفي الفئران المصابة بسرطان المعدة، أدى تناول ستيريبنتول والعلاج الكيميائي إلى تقليص حجم الأورام ـ وهي الاستجابة التي استمرت لمدة أربعة أسابيع بعد العلاج.

أما أورام الفئران التي عولجت بالعلاج الكيميائي وحده فقد تقلصت لمدة أسبوع واحد، قبل أن تبدأ في النمو مرة أخرى.

كما بقيت الفئران المعالجة بالستيريبنتول والعلاج الكيميائي على قيد الحياة لفترة أطول من تلك التي تلقت العلاج الكيميائي وحده؛ فمع العلاج الكيميائي، لم تبق أي فأر على قيد الحياة لأكثر من 40 يومًا بعد العلاج، في حين بقيت الفئران التي تلقت مزيجًا من العقاقير على قيد الحياة لأكثر من 70 يومًا.

ووجد الباحثون، الذين يعمل بعضهم في مركز أبحاث توبي روبينز لسرطان الثدي الآن في المعهد الدولي لأبحاث السرطان، أن اللاكتات مسؤول عن تغيير بنية بروتين رئيسي يشارك في إصلاح الحمض النووي، ويسمى NBS1، ويؤثر على كفاءته.

فحص الباحثون عينات من 94 مريضًا مصابًا بسرطان المعدة قبل العلاج الكيميائي، ووجدوا أن المستويات الأعلى من تغيرات NBS1، والمستويات الأعلى من بروتين NBS1، والمستويات الأعلى من إنزيم LDHA كانت جميعها مرتبطة بسوء تشخيص المرضى بعد العلاج الكيميائي.

ويعتقد الباحثون أن اللاكتات قد يكون مسؤولًا عن إيقاف عمل العلاج الكيميائي في أنواع أخرى من السرطان، حيث ترتفع مستويات LDHA في سرطانات البنكرياس والرئة والمبيض.

وقال البروفيسور أكسل بهرنس، أستاذ علم أحياء الخلايا الجذعية في معهد أبحاث السرطان في لندن: "لقد كشف هذا البحث الواعد للغاية عن آلية محتملة لكيفية تجنب السرطان للعلاج الكيميائي. وقد فاز اكتشاف أن الخلايا السرطانية تنتج الطاقة في عملية تسبب تراكم اللاكتات بجائزة نوبل في عام 1931".

وأضاف أن "ما وجدناه الآن، بعد مرور ما يقرب من 100 عام، هو أن اللاكتات له تأثير أساسي على قدرة السرطان على البقاء، لأنه يعزز عملية إصلاح الحمض النووي بعد تعرضه للتلف بسبب العلاج الكيميائي، وفي دراستنا في المرحلة المبكرة، رأينا أنه يمكنك منع تراكم اللاكتات وجعل الورم المقاوم للعلاج الكيميائي يصبح حساسًا مرة أخرى - يستمر العلاج في العمل".

وأشار إلى أن "الخطوة التالية هي اختبار هذا في تجربة سريرية، وسيكون من الرائع أن نرى نفس النتائج على البشر ونمنح المصابين بالسرطان وقتًا إضافيًا ثمينًا للعيش بشكل جيد، ونظرًا لأن لدينا بالفعل دواء يستهدف اللاكتات في الاستخدام السريري، فقد يصل هذا الاكتشاف إلى المرضى في وقت أقرب".

وقال البروفيسور كريستيان هيلين، الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث السرطان في لندن: "تظل مقاومة الأدوية واحدة من أكبر التحديات التي نواجهها في علاج السرطان، وفي حين أن العلاج الكيميائي فعال للعديد من المرضى، فإننا بحاجة إلى أن نكون متقدمين بخطوة واحدة لمنع السرطان من أن يصبح مقاومًا له".

وأضاف أن "من الواضح الآن أن بعض المرضى سوف يحتاجون إلى مجموعة من العلاجات لإبقاء سرطانهم تحت السيطرة، وتشير هذه الدراسة إلى هدف دوائي جديد مثير للاهتمام يمكن أن يبقي العلاج الكيميائي فعالًا لفترة أطول".

وتابع: "إنني أتطلع إلى رؤية هذا البحث يُطبق في التجارب السريرية، لمعرفة ما إذا كان من الممكن أن يحسن النتائج لدى الأشخاص المصابين بسرطان المعدة، ونتمنى أيضًا أنواعًا أخرى من السرطان".