هل تسبب العدوى خلال الحمل إصابة الطفل بـ التوحد؟
كشفت دراسة جديدة إمكانية أن تسبب العدوى للنساء الحوامل اضطراب التوحد عند الأطفال، حيث تنفي النتائج العدوى تسبب العدوى اضطراب التوحد لدى الأطفال.
العدوى أثناء الحمل وإصابة الطفل بمرض التوحد
ومن جانبه، يقول الباحث في قسم علوم الأعصاب في معهد كارولينسكا ومؤلف للدراسة هاكان كارلسون: “نتائجنا يمكن أن تطمئن الحوامل من خلال الإشارة إلى أن العدوى أثناء الحمل قد لا تشكل خطرًا كبيرًا على دماغ الطفل كما كان يُعتقد سابقًا”.
وبحثت الدراسة التي نشرت في مجلة لانسيت للطب النفسي ما إذا كانت هناك علاقة سببية بين العدوى التي تتعرض لها المرأة أثناء الحمل وإصابة الطفل بالتوحد أو الإعاقة الذهنية.
كما قام الباحثون بفحص بيانات 549.967 طفلًا ولدوا بين عامي 1987 و2010 في السويد، وشملت الدراسة فقط تلك الالتهابات الشديدة التي تتطلب رعاية متخصصة والتي تم تحديدها باستخدام رموز التشخيص من سجلات المرضى والمواليد.
وكما هو الحال في الدراسات السابقة، وجد الباحثون أن العدوى التي تتطلب الرعاية كانت مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالتوحد والإعاقة الذهنية لدى الأطفال.
ومع ذلك، عند مقارنة الأزواج من الأشقاء حيث أصيبت الأم بالعدوى أثناء الحمل الأول ولكن ليس في الحمل الثاني، لم يتمكن الباحثون من العثور على أي رابط بين العدوى وخطر إصابة الأطفال بالتوحد. بالنسبة للإعاقة الفكرية، كان الرابط أضعف عندما قارن الباحثون الأزواج من الأشقاء مقارنة بمقارنة الأطفال غير المرتبطين.
ووجد الباحثون أيضًا أن العدوى خلال العام الذي سبق الحمل كانت مرتبطة بخطر الإصابة بالتوحد بنفس الدرجة مثل العدوى أثناء الحمل ولكنها لم تكن مرتبطة بخطر الإعاقة الفكرية.
يقول مارتن برينج، طالب الدكتوراه في قسم الصحة العامة العالمية بمعهد كارولينسكا، وأحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة: “لا يبدو أن الارتباط بين العدوى لدى النساء الحوامل وزيادة خطر الإصابة بالتوحد لدى أطفالهن سببي، وتشير نتائجنا إلى أن الزيادة في المخاطر من المرجح أن تفسر بعوامل مشتركة بين أفراد الأسرة، مثل التنوع الجيني أو جوانب معينة من البيئة المشتركة”.
لا يستبعد الباحثون أن تؤثر العدوى أثناء الحمل على خطر إصابة الأطفال بالإعاقة الفكرية. وفي كل الأحوال، قد لا تؤثر العدوى أثناء الحمل على خطر الإصابة بالإعاقة الفكرية بنفس الدرجة التي كان يُعتقد سابقًا.
ويؤكد مؤلفو الدراسة أيضًا أنهم لم ينظروا إلا إلى تشخيص العدوى بشكل عام. ويقولون إن النتائج التي توصلوا إليها "لا تتعارض مع أهمية الروابط الراسخة بين بعض أنواع العدوى الفيروسية المحددة أثناء الحمل، مثل عدوى الفيروس المضخم للخلايا والحصبة الألمانية، وخطر الإصابة بحالات نمو خطيرة لدى الطفل".
