الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل التغيرات الدماغية المرتبطة بالسمنة تؤدي إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية؟

السبت 20/يوليو/2024 - 04:15 م
التغيرات الدماغية
التغيرات الدماغية


من المعروف أن السمنة تسبب انخفاض هرمون التستوستيرون لدى الرجال، مما يؤثر على كتلة العضلات والإدراك، وكذلك الوظيفة الإنجابية عن طريق تقليل أعداد الحيوانات المنوية وانخفاض الرغبة الجنسية.

وأوضح موقع ميديكال إكسبريس أن الكيفية التي تنتج بها السمنة هذه التغييرات، بالإضافة إلى التسبب في أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع الثاني، ليست مفهومة تمامًا.

باستخدام الفئران التي تتغذى على نظام غذائي غني بالدهون لتقليد السمنة البشرية، وجد فريق بحث بقيادة جامعة كاليفورنيا في ريفرسايد أن السمنة تسبب تغيرات مزمنة في الدماغ.

ووجد الفريق أن أدمغة الفئران أظهرت انخفاضًا في الاتصالات بين الخلايا العصبية وانخفاضًا في تنظيم المستقبلات التي تبلغ الدماغ عادةً بتوفر طاقة كافية والتوقف عن تناول الطعام.

وقال ديورديكا كوس، أستاذ العلوم الطبية الحيوية في كلية الطب، الذي قاد الدراسة المنشورة في مجلة علم الأعصاب: "قد يفسر هذا سبب عدم توقفنا عن تناول السعرات الحرارية المفرطة، كما أظهرت الفئران ذات الوزن الزائد انخفاض هرمون التستوستيرون في دمها وانخفاض أعداد الحيوانات المنوية".

وأوضح كوس أن الوظيفة الإنجابية يتم تنظيمها من خلال محور ما تحت المهاد والغدة النخامية والغدد التناسلية، وهي حلقة تغذية مرتدة تنظم التكاثر والتطور الجنسي.

منطقة ما تحت المهاد

منطقة ما تحت المهاد هي منطقة معقدة في الدماغ تنظم تناول الطعام، ودرجة الحرارة، والعطش، والتكاثر.

تحتوي منطقة ما تحت المهاد على خلايا عصبية تنظم تركيب وإفراز الهرمونات من الغدة النخامية الموجودة في قاعدة الدماغ، والتي تقوم بعد ذلك بتنظيم تخليق هرمون التستوستيرون وإنتاج الحيوانات المنوية في الخصية عند الذكور (وإنتاج هرمون الأستروجين والتبويض عند الإناث).

وقال كوس: "عندما لا تعمل هذه الخلايا العصبية في منطقة ما تحت المهاد بشكل صحيح، كما هو الحال في السمنة، فإنها تسبب انخفاض مستويات هرمون الغدة النخامية وانخفاض إنتاج هرمون التستوستيرون والحيوانات المنوية".

وأضاف: "لدهشتنا، وجدنا أن الموقع الرئيسي لتأثيرات السمنة هو الدماغ، وليس الخصيتين أو الغدة النخامية، في تعطيل الأداء الطبيعي للخلايا العصبية التي تنظم التكاثر".

وشدد كوس على أن نفس آليات الدماغ التي اكتشفها مختبرها في الفئران للدراسة موجودة عند البشر.

وقال: "لدينا نفس الخلايا العصبية التي تنظم التكاثر وتناول الطعام، ونفس الهرمونات في الغدة النخامية التي تنظم وظيفة الخصية لدى الرجال، مثل تخليق هرمون التستوستيرون وإنتاج الحيوانات المنوية".

السمنة

تعتبر السمنة مشكلة كبيرة، حيث تؤثر على 2 من كل 5 بالغين في الولايات المتحدة.

ومن المعروف أن السمنة تسبب مشاكل صحية كبيرة أخرى، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع الثاني.

وفقًا لكوس، يحتاج حاليًا واحد من كل 5 أزواج إلى بعض تقنيات الإنجاب المساعدة لإنجاب طفل.

وتركز الأبحاث في مختبرها الآن على فهم الآثار السلبية للسمنة على التكاثر البشري.

وأوضح كوس أن الخلايا العصبية في الدماغ متصلة وتتواصل مع بعضها البعض عبر المشابك العصبية.

تتفاعل الخلايا العصبية التي تنظم تناول الطعام وإنفاق الطاقة مع الخلايا العصبية التي تنظم التكاثر لتنسيق وظائفها، لأن التكاثر عملية تتطلب طاقة.

وقال كوس: "إن نمو الطفل يتطلب الكثير من الطاقة، وقد أحصينا عدد المشابك العصبية في الخلايا العصبية التي تنظم التكاثر في الدماغ وحددنا عددًا أقل من الوصلات التشابكية في الفئران التي تم تغذيتها بنظام غذائي غني بالدهون، وما زلنا لا نعرف بالضبط كيف يحدث هذا، ولكن الآن، بعد تحديد محدد الخلايا العصبية والجزيئات المتشابكة المحددة التي تتأثر بالسمنة، يمكننا أن نركز دراساتنا المستقبلية على محاولة فهم هذه الملاحظات".

وأشار كوس إلى أن مختبرها لم يختبر بعد ما إذا كانت هذه التغييرات تنتقل إلى الأبناء.

وقال: "نود أولا اختبار ما إذا كان بإمكاننا عكس هذه التغييرات عن طريق تحويل الفئران التي تم تغذيتها بنظام غذائي غني بالدهون إلى نظام غذائي عادي حتى تتمكن من إنقاص الوزن".

وتابع: "بالنسبة لكثير من الناس، تعتبر المعركة ضد السمنة معركة خاسرة، ونأمل أن نظهر أنه بعد فترة معينة من الوقت بعد فقدان الوزن، يكون الدماغ قادرًا على إعادة ضبط تناول الطعام في الجسم، مما سيساعد الأشخاص الذين يكافحون من أجل إنقاص الوزن".