عقار لعلاج الإيدز بأربعين دولارا.. ما هي الحقيقة؟
توصلت دراسة بحثية جديدة إلى أن عقارًا فعالًا للغاية لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، والذي يتجاوز سعره حاليًا 40 ألف دولار، يمكن أن يباع بسعر 40 دولارًا فقط للمريض الواحد ويسمح مع ذلك بتحقيق ربح بنسبة 30%.
عقار لعلاج الإيدز
وحسب موقع "هيلث نيوز" قال خبراء إن عقارا جديدا يسمى "ليناكابافير" والذي قد يشكل خطوة ضخمة في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية المسبب لمرض الإيدز قد يتم إنتاجه وبيعه بسعر معقول لا يتجاوز 40 دولارا للمريض، وهو أقل ألف مرة من سعره الحالي، وفقا للباحثين.
ويتم إعطاء الدواء، الذي طورته وباعته شركة جيلياد تحت اسم Sunlenca، عن طريق الحقن مرتين في السنة، ووصف بأنه أقرب شيء إلى لقاح فيروس نقص المناعة البشرية الموجود، ولكن سعره حاليا مرتفع، إذ يبلغ 42.250 دولارًا أمريكيًا للسنة الأولى، ما يجعله غير متاح على الإطلاق لمعظم السكان، بما في ذلك المرضى في مناطق العالم حيث ترتفع معدلات الإصابة.
وفي تقرير صدر مؤخرا، قالت الأمم المتحدة إن نحو 40 مليون شخص كانوا مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في العام الماضي، وأن أكثر من 9 ملايين شخص لم يتلقوا أي علاج، ونتيجة لهذا، يموت شخص واحد كل دقيقة لأسباب مرتبطة بالإيدز في عام 2023.
ووفقًا لدراسة عُرضت في المؤتمر الدولي الخامس والعشرين للإيدز في ميونيخ، فإن هذا قد يتغير قريبًا، فقد حسب فريق دولي من الباحثين أن نسخة عامة من "ليناكابافير" يمكن إنتاجها بكميات كبيرة وبيعها مقابل 40 دولارًا فقط للمريض الواحد مع تحقيق أرباح بنسبة 30%.
ورغم أن العقار مرخص حاليًا كعلاج لفيروس نقص المناعة البشرية فقط، فقد ثبتت فعاليته بنسبة 100% في منع الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في التجارب المبكرة، وهذا يعني أن حقنة واحدة كل ستة أشهر لجميع المرضى المعرضين للخطر يمكن أن تقضي بشكل أساسي على الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية.
ويحث الخبراء، ومن بينهم رئيسة برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز ويني بيانييما، شركة جيلياد على السماح بالترخيص العام للدواء من خلال مجموعة براءات اختراع الأدوية المدعومة من الأمم المتحدة، وهو ما من شأنه أن يسمح ببيع الأدوية العامة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وقالت شركة جيلياد إن هذا يتضمن ضمان إمدادات مخصصة في البلدان التي تشتد فيها الحاجة إلى ذلك حتى يتمكن شركاء الترخيص الطوعي من توفير إصدارات عالية الجودة ومنخفضة التكلفة من ليناكابافير، وتطوير برنامج ترخيص طوعي مباشر قوي لتسريع الوصول إلى تلك الإصدارات من ليناكابافير في بلدان محددة ذات معدل إصابة مرتفع ومحدودة الموارد.
لكن الخبراء يقولون إن جميع البلدان المتضررة من فيروس نقص المناعة البشرية يجب أن تتمتع بإمكانية الوصول إلى الدواء بأسعار معقولة إذا كان ذلك سيقرب العالم من هدف برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز المتمثل في إنهاء انتقال فيروس نقص المناعة البشرية بحلول عام 2030.