لغز وراثي وبيئي.. دراسة: تعقيد مدهش وراء أسباب مرض انفصام الشخصية
يسلط الباحثون الضوء على التعقيد الوراثي لمرض انفصام الشخصية، الذي يعتبر واحدا من الاضطرابات النفسية العصبية التي تتميز بنوبات متكررة من الذهان.
وبحسب ما ذكره موقع ميديكال إكسبريس، قام باتريك سوليفان، أستاذ الطب النفسي وعلم الوراثة المتميز في كلية الطب بجامعة نورث كارولينا، والباحثون في معهد كارولينسكا في ستوكهولم، السويد، بتطوير مخطط شامل لعلم الوراثة لمرض انفصام الشخصية.
تم نشر مراجعتهم في مجلة Nature Reviews Neuroscience.
ما هو الفصام؟
الفصام هو اضطراب نفسي عصبي يتميز بنوبات متكررة من الذهان - مثل الهلوسة والأوهام والتفكير غير المنظم - ونتيجة لذلك يصاب العديد من المرضى باللامبالاة والانسحاب الاجتماعي وضعف التحكم العاطفي.
نظرًا لأنه من المعروف أن مرض انفصام الشخصية ينتشر في العائلات منذ قرون، فقد لجأ الباحثون إلى الاختبارات والتحليلات الجينية لتحديد عوامل الخطر لهذه الحالة.
حددت الأبحاث الجينومية الحديثة حول مرض انفصام الشخصية ما يقرب من 300 متغير وراثي شائع وأكثر من 20 متغيرًا نادرًا كعوامل خطر كبيرة للاضطراب.
وقد انبثقت هذه الاكتشافات من دراسات الارتباط واسعة النطاق على مستوى الجينوم، وتسلسل الإكسوم الكامل، وغيرها من التحليلات.
في الوقت نفسه، سلطت دراسات التنظيم الوظيفي للدماغ الضوء على التركيب الخلوي المعقد والترابطات في الدماغ لدى كل من الأفراد ذوي النمط العصبي والمصابين بالفصام.
تكشف هذه النتائج عن تعقيد مدهش في الآليات الكامنة وراء مرض الفصام، مع التركيز على دور الجينات المتعددة بدلًا من السببية لجين واحد.
يسلط تعدد الجينات الضوء على آلية لا يزال من الصعب فهمها بالكامل بسبب الافتقار إلى الأطر النظرية القوية والأدوات التجريبية.
راجه سوليفان وزملاؤه هذه القضايا وقدموا أفكارًا للمضي قدمًا في مقالة Nature Review Neuroscience.
ومع ذلك، يؤكد سوليفان وزملاؤه على أن العوامل البيئية (بما في ذلك نمط الحياة، وتعاطي المخدرات، والفقر، والإجهاد، والمضاعفات عند الولادة) لها أيضًا أهمية بالإضافة إلى المخاطر الجينية.
على الرغم من أن دراسة هذه العوامل أكثر صعوبة مقارنة بالجينوم، إلا أن هذه المعلومات الوراثية مهمة للباحثين لأن يأخذوها في الاعتبار لأن بعض العوامل البيئية قابلة للتعديل.
وكتب سوليفان: "تشير النتائج حتى الآن بشكل واضح إلى التعقيد، وبدلًا من أن تكون رادعة للأبحاث المستقبلية، تؤكد هذه المعرفة على أهمية قبول مرض انفصام الشخصية باعتباره لغزًا وراثيًا وبيئيًا وتوسيع نطاق أبحاثنا وفقًا لذلك في جهودنا لتحسين حياة المتأثرين بالفصام".