تناول الأسبرين يوميا يقلل من احتمالات الإصابة بسرطان القولون.. من يستفيد أكثر؟
من المعروف منذ زمن طويل، أن جرعة يومية ومنخفضة من الأسبرين، يمكنها أن تساعد في الوقاية من سرطان القولون.
لكن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن أولئك الذين يستفيدون أكثر هم الأشخاص الذين تزيد أنماط حياتهم من احتمالات الإصابة بالمرض في المقام الأول، وفق ما أكده موقع ميديكال إكسبريس.
الأسبرين وسرطان القولون
وقال الدكتور دانيال سيكافي، المؤلف الرئيسي للدراسة، وهو طبيب أمراض الجهاز الهضمي: "تظهر نتائجنا أن الأسبرين يمكن أن يقلل بشكل متناسب من المخاطر المرتفعة بشكل ملحوظ لدى أولئك الذين لديهم عوامل خطر متعددة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم".
ويعتقد أن الأسبرين يمنع سرطان القولون عن طريق خفض إنتاج البروتينات المسببة للالتهابات، المعروفة باسم البروستاجلاندين، والتي يمكن أن تحفز تطور الورم.
ولكن قد تكون هناك عوامل أخرى تلعب دورًا.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة، الدكتور أندرو تشان، مدير علم الأوبئة في مركز السرطان العام الشامل: "من المحتمل أن يمنع الأسبرين سرطان القولون والمستقيم من خلال آليات متعددة".
ومع ذلك، فإن قصة دور الأسبرين اليومي في الوقاية من سرطان القولون كانت صعبة.
في البداية، أوصت فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية في الولايات المتحدة، وهي لجنة مؤثرة ومستقلة من الخبراء، بتناول جرعة منخفضة من الأسبرين (81 ملليجرامًا) يوميًا كوسيلة للوقاية من أمراض القلب وسرطان القولون، بناءً على مجموعة واسعة من البيانات.
ومع ذلك، ألغى فريق العمل هذا التوجيه في عام 2016، قائلًا إن خطر النزيف الناتج عن استخدام الأسبرين على المدى الطويل ينفي أي فائدة صحية أخرى.
من يستفيد أكثر؟
وهناك سؤال محوري: هل يمكن أن يفيد الأسبرين اليومي بعض المستخدمين أكثر من غيرهم؟
لمعرفة ذلك، نظرت مجموعة سيكافي في بيانات من حوالي 108 آلاف مشارك من دراسة صحة الممرضات ودراسة متابعة المهنيين الصحيين.
وكان متوسط عمر الأشخاص يزيد قليلا عن 49 عاما عندما شاركوا في الدراسة، وقارن الباحثون معدلات الإصابة بسرطان القولون بين أولئك الذين تناولوا الأسبرين بانتظام مع أولئك الذين لم يتناولوه.
تم تعريف الاستخدام المنتظم للأسبرين على أنه تناول قرصين أو أكثر من الجرعة القياسية (325 مجم) أسبوعيًا أو جرعة منخفضة من الأسبرين يوميًا.
كشفت النتيجة عن أنه على مدى 10 سنوات، أصيب ما يقرب من 2% من مستخدمي الأسبرين المنتظمين بسرطان القولون، مقارنة بحوالي 3% من أولئك الذين لم يتناولوا الدواء، وهو فرق كبير.
وعند تصنيفها حسب أنماط الحياة الصحية/غير الصحية، ظهرت اختلافات أكبر.
ووجدت الدراسة أنه من بين مجموعة المشاركين الذين يعتبرون أن لديهم أكثر عوامل الخطر غير الصحية، أصيب 2.12% من مستخدمي الأسبرين المنتظمين بسرطان القولون، مقارنة بـ 3.4% ممن لم يتناولوا الأسبرين.
وفي المقابل، لم يُلاحظ مثل هذا الاختلاف بين الأشخاص الذين يتمتعون بأنماط حياة أكثر صحة. وإذا تناولوا الأسبرين بانتظام، كانت نسبة الإصابة بسرطان القولون لديهم 1.5%؛ ووجد الباحثون أنه إذا لم يفعلوا ذلك، فقد كانت النسبة 1.6%.
وبعبارة أخرى، في المجموعة الأقل صحة، قد يتطلب الأمر علاج 78 شخصًا بالأسبرين يوميًا لمنع حالة واحدة من سرطان القولون. ومن بين المجموعة الأكثر صحة ارتفع هذا العدد إلى 909.
وقال سيكاري إن هذا أمر منطقي، لأن "أولئك الذين يتبعون أسلوب حياة أكثر صحة لديهم خطر أقل للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وبالتالي فإن فائدتهم من الأسبرين لا تزال واضحة، وإن كانت أقل وضوحا".
وأشار الباحثون إلى أن دراستهم لم تتتبع معدلات التأثير الجانبي الرئيسي للأسبرين، وهو النزيف.
تم نشر النتائج في مجلة JAMA Oncology.
إذًا، ما الذي قد يعنيه كل هذا بالنسبة للأمريكيين العاديين القلقين بشأن سرطان القولون؟
قال المؤلف المشارك في الدراسة، الدكتور لونج نجوين: "قد يفكر مقدمو الرعاية الصحية بقوة أكبر في التوصية بالأسبرين للمرضى الذين لديهم أنماط حياة أقل صحية"
وأضاف نجوين إنه "استنادًا إلى الدراسات السابقة، فإن أفضل الأدلة تدعم تناول جرعة منخفضة يوميًا من الأسبرين [81 ملجم] للوقاية، بدلًا من جرعات أسبوعية تبلغ 325 ملجم من الأسبرين".