اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.. دراسة تلقي الضوء على علم الوراثة
التغيرات الجينية النادرة التي تكون عفوية، وغير موروثة من الوالدين، قد تساهم في أسس اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، وفقا لدراسة جديدة من كلية الطب بجامعة ييل.
في حين وجد أن التغيرات الجينية الشائعة لها دور مهم في ظهور اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من خلال الأبحاث السابقة على حمض الديوكسي ريبونوكلييك - المعروف باسم الحمض النووي، وهو جزيء في الجسم يحتوي على معلومات وراثية عادة ما تكون موروثة - فقد توصل باحثون من مركز دراسات الطفل بجامعة ييل ( YCSC) وقسم الطب النفسي بجامعة ييل أن التغيرات الجينية النادرة (العفوية) في كود الحمض النووي يمكن أن تساهم في الأسس الجينية لهذا الاضطراب الشائع الذي يصيب الطفولة، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.
تحديد جين خطر الإصابة بالمرض
بقيادة الأطباء الذين يرشدون ممارساتهم السريرية من خلال البحث العلمي - والعكس - حددت الدراسة أيضًا جين خطر الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والذي تم تحديده سابقًا على أنه جين خطر لاضطراب طيف التوحد.
بالإضافة إلى ذلك، تشير بيانات الدراسة إلى أن هناك ما يقدر بألف جينة تكمن وراء خطر الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لم يتم تحديدها بعد.
توفر هذه النتائج رؤية جديدة وفهمًا لبيولوجيا اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، بينما توضح أيضًا إمكانية تسلسل الحمض النووي في مجموعات أكبر للكشف عن جينات خطر إضافية، وهذا بدوره له آثار على تطوير علاجات وتدخلات أكثر فعالية لهذه الحالة النمائية العصبية الشائعة.
كانت الأستاذة المساعدة في YCSC إميلي أولفسون، هي المؤلفة الرئيسية لهذه الدراسة التعاونية، التي نُشرت في يوليو في مجلة Nature Communications.
يعمل أولفسون أيضًا كطبيب نفسي ممارس للأطفال في عيادة YCSC المتخصصة لاضطرابات التشنج اللاإرادي واضطراب الوسواس القهري (OCD) واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
وقال توماس فرنانديز، المؤلف المشارك للدراسة: "الدكتور أولفسون هو طبيب وعالم في بداية حياته المهنية، وقد قاد تحليلات وكتابة هذا المشروع الرائد، والذي تم نشره في مجلة عالية التأثير - وهو إنجاز ملحوظ".
وأضاف فرنانديز أنه بالنظر إلى الممارسة السريرية المستمرة لأولفسون، "كان هذا العمل بمثابة مهمة حقيقية من السرير إلى المقعد".
أجريت تحليلات الدراسة على بيانات وراثية غير محددة من عينة دولية مكونة من 152 من الوالدين والطفل، يتألف كل منها من طفل يستوفي معايير تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وكلا الوالدين البيولوجيين.
جاءت البيانات من أربعة مواقع: كلية الطب بجامعة ساو باولو، ومركز الإدمان والصحة العقلية في تورونتو، وجامعة فلوريدا الدولية، والبنك الحيوي جينيزون من جينوم كيبيك.
وأشار الباحثون إلى أن هذا التعاون الدولي، بما في ذلك دمج بيانات الحالات والشواهد من مجموعة بيانات مستقلة كبيرة، عزز الدراسة بشكل كبير وقدم مساهمة مهمة في فهم تعقيدات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وغيره من حالات النمو العصبي.
وأوضح مؤلفو الدراسة في تدوينة حول الورقة البحثية: "بدأت رحلتنا بسؤال أساسي حول الأسس الجينية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه".
ةأضاف: "بينما حددت دراسات الارتباط على مستوى الجينوم المتغيرات الجينية الشائعة المرتبطة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، إلا أنها لا تمثل سوى جزء صغير من وراثة الاضطراب، كنا مهتمين بشكل خاص باستكشاف دور التنوع الجيني النادر في خطر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه".
وأضاف المؤلفون حول النتائج: "لقد أدركنا أن تأثيرها المحتمل يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وتضيف دراستنا إلى الأدلة المتزايدة على عوامل الخطر الجينية المشتركة عبر مختلف الاضطرابات النمائية العصبية والنفسية، وهذا يشير إلى أن هذه الحالات، على الرغم من أنها متميزة سريريًا، قد يكون لها الأسس البيولوجية المتداخلة".