يوفر حماية دائمة.. نتائج واعدة للقاح الملاريا
وجدت تجربتان للقاح تجريبي للملاريا على البالغين الأصحاء في مالي أن الأنظمة الثلاثة التي تم اختبارها كانت آمنة.
نشرت النتائج في مجلة لانسيت للأمراض المعدية.
شملت إحدى التجارب 300 امرأة سليمة تتراوح أعمارهن بين 18 و38 عامًا وتوقعن الحمل بعد وقت قصير من التحصين.
بدأت تلك التجربة بالعلاج الدوائي لإزالة طفيليات الملاريا، تليها 3 حقن متباعدة على مدار شهر إما من الدواء الوهمي الملحي أو اللقاح التجريبي بإحدى جرعتين، وفق ما تم نشره في موقع ميديكال إكسبريس.
منحت جرعتا اللقاح المرشح درجة كبيرة من الحماية من عدوى الطفيليات والملاريا السريرية التي استمرت على مدى عامين دون الحاجة إلى جرعة معززة - وهي الأولى من نوعها لأي لقاح للملاريا.
حماية أثناء الحمل
وفي تحليل استكشافي للنساء اللاتي حملن أثناء الدراسة، وجد أن اللقاح يحميهن بشكل كبير من الملاريا أثناء الحمل، وإذا تم تأكيده من خلال تجارب سريرية إضافية، فإن النهج الذي تم تصميمه في هذه الدراسة يمكن أن يفتح طرقًا محسنة للوقاية من الملاريا أثناء الحمل.
يمكن لطفيليات الملاريا التي تنتشر عن طريق بعوض الأنوفيلة، بما في ذلك طفيليات Plasmodium falciparum (Pf)، أن تسبب المرض لدى الأشخاص في أي عمر.
ومع ذلك، فإن النساء الحوامل والرضع والأطفال الصغار معرضون بشكل خاص للإصابة بالأمراض التي تهدد حياتهم.
وتشير التقديرات إلى أن طفيل الملاريا أثناء الحمل يسبب ما يصل إلى 50 ألف حالة وفاة بين الأمهات و200 ألف حالة ولادة جنين ميت في إفريقيا كل عام.
شارك في قيادة التجارب باحثون من المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية التابع للمعاهد الوطنية للصحة (NIAID) وجامعة العلوم والتقنيات والتكنولوجيا في باماكو (USTTB)، مالي.
كان اللقاح التجريبي المستخدم في كلتا التجربتين هو لقاح PfSPZ، وهو لقاح مخفف بالإشعاع يعتمد على الحيوانات البوغية Pf (مرحلة من دورة حياة الطفيلي)، تم تصنيعه بواسطة شركة ساناريا، روكفيل، ميريلاند.
وقد أظهرت التجارب السريرية المتعددة السابقة للقاح PfSPZ أنه آمن، بما في ذلك في البلدان التي تتوطنها الملاريا مثل مالي.
في النتائج المنشورة في عام 2022، على سبيل المثال، وجدت تجربة برعاية المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية (NIAID) لنظام ثلاثي الجرعات من لقاح PfSPZ في بوركينا فاسو أن اللقاح كان له فاعلية تصل إلى 46٪ واستمرت لمدة 18 شهرًا على الأقل.
وفي السنة الأولى من التجربة الحالية، حملت 55 امرأة خلال 24 أسبوعًا من جرعة اللقاح الثالثة.
ومن بين هؤلاء النساء، بلغت فعالية اللقاح ضد طفيل الدم (سواء قبل أو أثناء الحمل) 65% لدى أولئك الذين تلقوا جرعة اللقاح الأقل و86% لدى أولئك الذين تلقوا جرعة أعلى.
ومن بين 155 امرأة حملت خلال كلتا سنتي الدراسة، كانت فعالية اللقاح 57% بالنسبة لأولئك الذين تلقوا جرعة أقل من اللقاح و49% لدى أولئك في مجموعة الجرعات الأعلى.
وأفاد الباحثون أن النساء اللاتي تلقين اللقاح التجريبي بأي من الجرعات تم تصورهن في وقت أقرب من أولئك اللاتي تلقين العلاج الوهمي، على الرغم من أن هذه النتيجة لم تصل إلى مستوى الأهمية الإحصائية.
ويتكهن الباحثون بأن لقاح PfSPZ قد يتجنب خسائر الحمل المبكر المرتبطة بالملاريا حيث انخفض خطر تطفلن الدم خلال فترة ما قبل الحمل بنسبة 65 إلى 86٪.
ويشير الباحثون إلى أن "التحصين قبل الحمل هو استراتيجية جديدة لتقليل وفيات النساء المصابات بالملاريا أثناء الحمل".
إنهم يخططون للتحقيق في سلامة لقاح PfSPZ الذي يتم إعطاؤه أثناء الحمل، ثم فحص فعالية لقاح PfSPZ في حالة الحمل المسبق أو أثناء الحمل في تجارب سريرية أكبر.
وأضافوا أن "الإجراءات الحالية لا تحمي النساء من الملاريا أثناء الحمل ".
وخلص الباحثون إلى أن "هناك حاجة ماسة إلى لقاح آمن وفعال، وتشير نتائجنا إلى أن لقاح PfSPZ قد يكون مرشحا مناسبا".