ندوة للتعريف بارتفاع ضغط الشريان الرئوي وكيفية اكتشافه بـ صدر قصر العيني
نظمت وحدة أمراض الشريان الرئوي بقسم الصدر بقصر العيني، ندوة للتعريف بمرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، وكيفية اكتشافه ومضاعفاته والتعايش معه.
شارك في الندوة التي عقدت تحت قبة جامعة القاهرة وبرعاية الدكتور محمد عثمان الخشت وعميد كلية الطب بجامعة القاهرة الدكتورة منال المصري، عدد من المرضى، ولفيف من أساتذة الطب في تخصصات الصدر والنفسية والنساء والتوليد، واساتذة العلاج الطبيعي والتأهيل البدني.
وقال الدكتور يوسف أمين، أستاذ أمراض الصدر كلية طب قصر العيني، ومدير وحدة امراض الشريان الرئوي، إنه من الصعوبة اكتشاف مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي في مراحله الأولى نظرا لغياب العلامات المرضية التي تدل عليه بالكشف الطبي التقليدي، كما أن أعراض المرض تظهر عادة بعد تأثر 50٪ من الشرايين الرئوية، وحتى في المراحل المتقدمة غالبًا ما تتشابه أعراضه مع الكثير من أمراض القلب والرئة.
وأكد أن النهجان الشديد، وزيادة ضربات القلب، والدوار علامات قد تنذر بالإصابة بارتفاع ضغط الشريان الرئوي، مشددًا على ضرورة التوجه إلى الطبيب المختص وإجراء مجموعة من الفحوصات الدقيقة للتأكد من التشخيص.
وعن أسباب الإصابة، علق قائلًا: في دراسة بكلية طب قصر العيني أظهرت نتائجها 10 ٪ من المرضى بارتفاع ضغط الشريان الرئوي قد يكون مجهول السبب، والمصاحب لأمراض الكبد، والبلهارسيا، وجلطات الرئة المتكررة.
وأوضح أن ضغط الشريان الرئوي يعتبر من الأمراض الأقل شيوعًا، حيث تتراوح معدلات الإصابة به على مستوى العالم ما بين 48 وحتى 60 لكل مليون نسمة، ورغم ذلك فهو من أخطر الأمراض المهددة للحياة.
وأشار إلى أنه ما لم يتم علاج المرض بشكل صحيح، قد يؤدي للوفاة المبكرة، مشيرًا إلى وجود بعض الأدوية التي تعمل على توسيع الأوعية الدموية وتقليل الضغط في الرئتين، مما يُحسن تدفق الدم وحالة المريض بشكل عام.
وقال إن تكلفة علاج مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي مرتفعة وقد تصل في بعض الحالات إلى عشرات الالاف شهريًا، وأنه يتم تقديم العلاج للمرضى من قبل مؤسسات الدولة وبمساعدة الجمعيات الأهلية، وأثنى على توفير بعض الشركات الوطنية، ومنها "إيفا فارما" لعلاجات ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، مما ساعد على توفير أدوية ذات فعالية وبسعر مناسب، وهو ما يمثل طفرة في علاج هذه الحالات والتي تساعدهم على التعايش بشكل طبيعي.
وأوضح أن وحدة امراض الشريان الرئوي بقسم الصدر بقصر العيني أسست عام 2010 لاستقبال المرضى وتقديم خدمات التشخيص والعلاج لهم، لافتًا إلى أن الوحدة هي الأولى من نوعها على مستوى المستشفيات الجامعية التي تقدم خدماتها لمرضى الشريان ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.
من جانبها، قالت الدكتورة ريم القرشي، أستاذة الأمراض الصدرية كلية طب قصر العيني، إن الندوة شعارها "معًا لنمر من المحنة بسلام"، لافتة إلى أن مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي مرض مزمن يمكن التعايش معه في حالة الالتزام بالعلاج والمتابعة الدورية واتباع نظام تأهيلي وغذائي كما يحدده الطبيب.
وأضافت: نهدف دائمًا إلى التواصل مع المرضى والإجابة عن تساؤلاتهم وتقديم الدعم الطبي والنفسي لهم، وذلك بالاستعانة بأساتذة الامراض النفسية وكذلك اساتذة النساء والتوليد؛ حيث أن السيدات هم الأكثر عرضة للإصابة ببعض انواع ارتفاع ضغط الشريان الرئوي خاصة في عمر الثلاثين والأربعين.
وتابعت بان هناك ضرورة لمتابعة أصحاب أمراض الذئبة الحمراء، وتيبس الجلد، ومرضى العيوب الخلقية بالقلب، أو مرضى الكبد وتليفاته بشكل دوري للتأكد من عدم إصابتهم بمرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.
فيما أكد الدكتور جورج ماهر مدير عام بإيفا فارما، شركة الدواء الوطنية الرائدة، دعم ورعاية العديد من الأنشطة لرفع الوعي عن المرض وتدريب مقدمي الخدمات الطبية لتحسين معدلات الكشف المبكر، والتشخيص، والمتابعة، وتوفير أحدث العلاجات المتاحة.
ورحب بالتعاون مع المنشآت الطبية التي تخدم ملايين المرضى، مشددًا على التزام بالعمل لإنتاج كافة احتياجات المجتمع المصري من دواء آمن وفعَّال، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة كالقلب والسكري والضغط والكبد، وكذلك أدوية المناعة والأمراض الصدرية، مضيفًا أن الفترة المقبلة ستشهد طرح المزيد من الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.