عقار قد يمنع انتشار سرطان العظام بين الأطفال| تفاصيل
على الرغم من عقود من التقدم في العلاج، فإن انتشار السرطان إلى أجزاء متعددة من الجسم يظل أحد أكبر التحديات التي يواجهها المرضى وفرق الرعاية الصحية الخاصة بهم، وهذا ينطبق بشكل خاص على ساركوما العظام، وهو سرطان العظام الأكثر شيوعًا لدى الأطفال والمراهقين.
في حين تبلغ معدلات البقاء على قيد الحياة حوالي 70٪ للأشخاص الذين يعانون من مرض موضعي، هناك خطر كبير من انتشار النقيلي إلى الرئتين، وبعد ذلك تنخفض احتمالات البقاء على قيد الحياة بشكل كبير إلى 20٪ أو أقل.
الآن، حدد العلماء في جامعة كولومبيا البريطانية عقارًا محتملًا يمكن أن يوقف انتشار سرطان العظام.
في دراسة نشرت في Clinical Cancer Research، أظهر الباحثون أن المركب يمكن أن يقلل من نقائل الرئة في الفئران بأكثر من 90٪، مع تقليص موقع الورم الأساسي أيضًا.
قال الدكتور بول سورنسن، أستاذ علم الأمراض وطب المختبر في كلية الطب بجامعة كولومبيا البريطانية، والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن هذا الاكتشاف يجلب أملًا جديدًا مطلوبًا بشدة للأطفال والشباب الذين يكافحون ساركوما العظام
وأضاف: نحن نعلم مدى الدمار الذي يمكن أن يسببه هذا المرض إذا انتشر إلى الرئة، ولطالما احتجنا إلى أدوات فعالة لمنع وعلاج ذلك، باستخدام هذا الدواء، قد نتمكن من إيقاف نقائل الرئة وإعطاء الشباب فرصة أفضل بكثير للتغلب على هذا المرض.
يمنع الدواء، المعروف باسم مثبط eIF4A1، قدرة خلايا سرطان العظام على حماية نفسها والبقاء على قيد الحياة في البيئة القاسية للرئة.
من المعروف أن الرئتين بيئة غير مضيافة للخلايا السرطانية الغريبة، حيث يتم قتل الغالبية منها بسبب الحرمان من المغذيات والتعرض لمستويات عالية من الإجهاد التأكسدي. ومع ذلك، في بعض الحالات، يكون عدد صغير من الخلايا قادرًا على التكيف مع مثل هذه الظروف وزرع نمو الورم النقيلي.
قال المؤلف الأول الدكتور مايكل ليزاردو، وهو عالم في مختبر سورنسن: "إن الأمر يتطلب حقًا عددًا صغيرًا فقط من خلايا سرطان العظام للتكيف والبقاء والتكاثر في الرئة". "يعمل هذا الدواء بشكل أساسي على تجريد تلك الخلايا من درعها الواقي بحيث تصبح أكثر عرضة للإجهاد التأكسدي وغير قادرة على ترسيخ جذورها في الرئة."
كجزء من الدراسة، أظهر الباحثون أن بعض خلايا ساركوما العظام قادرة على البقاء داخل الرئة من خلال إنتاج بروتين، NRF2، يعمل كمضاد للأكسدة الواقي. ل
قد حددوا المسار الذي يتم من خلاله إنتاج البروتين وتعاونوا مع الدكتور الراحل جيري بيليتير من جامعة ماكجيل، الذي كان رائدًا في تطوير مركب مثبط يعطل هذه العملية.
اختبر فريق جامعة كولومبيا البريطانية مركب CR-1-31B في الفئران بالتعاون مع الدكتور أليخاندرو سويت كورديرو من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، الذي قدم سلالات خلايا ساركوما العظام النقيلية من مختبره.
ومن الجدير بالذكر أن عقارًا ثانيًا مثبطًا لـ eIF4A1، يسمى زوتاتيفين، أثبت أيضًا نجاحه في وقف نقائل الرئة وأظهر بالفعل وعدًا في التجارب السريرية المبكرة لحالات أخرى. يقول الدكتور سورنسن إن هذا قد يسرع من إمكانات التجارب البشرية على مرضى ساركوما العظام.
يجري الدكتور سورنسن وفريقه الآن محادثات مع الباحثين السريريين لإدخال الاكتشاف الواعد في التجارب البشرية.
إذا نجح، فقد يمثل تقدمًا كبيرًا للأطفال والأسر المتضررة من ساركوما العظام، بينما يلاحظ الدكتور سورنسن أيضًا أنه قد تكون هناك آثار لعلاج مجموعة من أنواع السرطان الأخرى التي تظهر خصائص مماثلة، مثل بعض أشكال سرطان الرئة والثدي والبنكرياس.