لعلاج العجز التحفيزي عند مرضى الاكتئاب.. دواء مضاد للالتهابات يظهر نتائج واعدة
كشفت دراسة جديدة، نُشرت هذا الأسبوع في مجلة Molecular Psychiatry وأجراها باحثون من جامعة إيموري عن طريق جديد واعد لعلاج العجز التحفيزي لدى المرضى الذين يعانون من الاكتئاب.
العجز التحفيزي هو حالة يتصف بها الفرد بعدم القدرة على العثور على الدوافع أو الحوافز اللازمة لتحقيق الأهداف، أو إكمال المهام.
تعتبر الإعاقات التحفيزية مكونًا أساسيًا للاكتئاب وقد ارتبطت منذ فترة طويلة بنتائج العلاج السيئة وانخفاض جودة الحياة وارتفاع خطر الانتحار.
وتشير الأدلة المتزايدة إلى أن أحد الأسباب المحتملة لانخفاض الدافع قد يكون الالتهاب المستمر، الذي يقمع النشاط داخل الدوائر الرئيسية في الدماغ.
هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تدرس تأثيرات إنفليكسيماب - وهو مضاد لجزيء عامل نخر الورم الالتهابي (TNF) - على كل من العلامات السلوكية والدماغية للدافع في مجموعة من 42 مريضًا مكتئبًا مستقرين طبيًا وغير متعاطين للأدوية.
تفاصيل الدراسة
من المهم أن الدراسة ركزت على المرضى الذين لم يكونوا مكتئبين فحسب، بل أظهروا أيضًا أدلة على وجود التهاب مرتفع كما تم قياسه من خلال بروتين سي التفاعلي (CRP) أكبر من 3 مجم / لتر.
CRP هو اختبار دم متوفر بشكل شائع في العيادات والمستشفيات في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
يعتقد فريق البحث أن إضافة الالتهابات العالية قد تلعب دورًا رئيسيًا في تجربة انخفاض الدافع لدى بعض المرضى المصابين بالاكتئاب.
تم توزيع المرضى بشكل عشوائي لتلقي إما جرعة واحدة من إنفليكسيماب (دواء قوي مضاد للالتهابات يستخدم لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي وغيره من الحالات الالتهابية) أو دواء وهمي.
على مدار أسبوعين، قام الباحثون بتقييم التغيرات في دوافع المرضى باستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب، بما في ذلك مهمة اتخاذ القرار القائمة على الجهد، واستبيانات التقرير الذاتي والتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لمراقبة نشاط الدماغ.
أظهر المرضى الذين تلقوا إنفليكسيماب استعدادًا أكبر لبذل الجهد في السعي للحصول على المكافآت مقارنة بمن تلقوا الدواء الوهمي.
ارتبطت هذه الزيادة في السلوك المجهد ارتباطًا وثيقًا بانخفاض في مسارات الإشارة المستهدفة مباشرة بواسطة إنفليكسيماب، وخاصة عامل نخر الورم.
وعلاوة على ذلك، انعكست هذه التغييرات من خلال التغيرات في نشاط الدماغ داخل المناطق الرئيسية المرتبطة بالدافع، مثل القشرة الجبهية الأمامية الظهرية الوسطى، والمخطط البطني والبطمان، فضلًا عن الاتصال الوظيفي بين هذه المناطق.
من المهم أن الدراسة وجدت أن العلاقة بين علاج إنفليكسيماب وتحسن الدافع كانت بوساطة التغييرات الملحوظة في إشارات عامل نخر الورم ونشاط الدماغ.
وعلاوة على ذلك، ارتبط الانخفاض في العجز التحفيزي بارتفاع الاستجابات في شبكة الدماغ الحساسة للمكافأة.
تستند هذه النتائج إلى أدلة متزايدة على أن العلاجات المضادة للالتهابات واعدة كنهج جديد لمعالجة العجز التحفيزي في الاكتئاب.
من خلال استهداف الالتهاب، لا يتم علاج فقط الأسس البيولوجية لهذه العجز، بل يقدم أيضًا أملًا جديدًا لخيارات علاجية أكثر فعالية.