الأربعاء 25 سبتمبر 2024 الموافق 22 ربيع الأول 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

دراسة: ضربات الرأس في كرة القدم تبطئ نشاط المخ لفترة وجيزة

الأربعاء 25/سبتمبر/2024 - 05:00 م
ضربات الرأس في كرة
ضربات الرأس في كرة القدم.. أرشيفية


إن استخدام الرأس لتمرير الكرة أو تسديدها أو إبعادها أمر روتيني في كرة القدم ولا يؤدي عادة إلى ارتجاجات في المخ، ومع ذلك تكشف دراسة جديدة من جامعة كولومبيا البريطانية أن حتى الضربات الرأسية الخفيفة لها بعض التأثيرات القابلة للقياس على الدماغ.

تفاصيل الدراسة

أظهرت الدراسة المنشورة في حوليات الهندسة الطبية الحيوية أن التأثيرات الناجمة عن ضرب الكرة بالرأس تتبعها تباطؤ مؤقت في نشاط الدماغ، مما ينتج عنه موجات دماغية ترتبط عادة بالنوم والنعاس.

في التجربة، قام ثمانية بالغين أصحاء بأداء ضربات رأسية محكومة بكرة قدم، بقوة مماثلة لتلك التي تُرى عادةً أثناء اللعب. 

كانوا يرتدون أجهزة استشعار تخطيط كهربية الدماغ (EEG) وواقيات فم مخصصة تتبع نشاط الدماغ وحركة الرأس في نفس الوقت.

قالت الباحثة الرئيسية الدكتورة لينديا وو، الأستاذة المساعدة في الهندسة الميكانيكية في كلية العلوم التطبيقية التي تدرس الإصابات الرياضية، إن المشاركين شهدوا زيادات وجيزة ولكنها ذات دلالة إحصائية في موجات دلتا الدماغية في غضون لحظات من التأثير.

قالت الدكتورة وو، إن موجات دلتا هي موجات منخفضة التردد مرتبطة بالنعاس والنوم، وعندما يحدث هذا النشاط الشبيه بالنوم أثناء اليقظة، فقد يعطل معالجة المعلومات ويؤدي إلى انقطاع الانتباه، وبالنسبة للرياضيين قد يترجم هذا إلى انخفاض التركيز بعد الاصطدام.

خبير يدعو لحظر ضربات الرأس في كرة القدم لخطورتها على المخ

وأشارت إلى القلق المتزايد بشأن التأثيرات على الدماغ نتيجة التعرض المتكرر لهذا النوع من الاصطدام الخفيف بالرأس.

وذكرت، أن هذه الدراسة فريدة من نوعها لأنها سمحت لنا بقياس ما يحدث في الدماغ مباشرة بعد الاصطدام بالرأس. 

هناك أبحاث متزايدة حول الاصطدامات بالرأس دون الارتجاج، لكن معظم الدراسات كانت قادرة فقط على قياس التأثيرات بعد المباراة أو بعد الموسم، وهو ما لن يساعد في فهم تأثيرات الاصطدامات الفردية وكيف قد تتراكم.

كما فحصت الدراسة كيف تؤثر شدة واتجاه الاصطدامات على نشاط الدماغ، أدت الاصطدامات الأقوى إلى زيادات أكبر في موجات الدلتا، في حين أدت الاصطدامات المائلة إلى نشاط أكبر على الجانب الآخر من الرأس.

عاد نشاط دماغ معظم المشاركين إلى طبيعته بسرعة، مما يشير إلى عدم وجود تأثيرات طويلة المدى، ومع ذلك أظهر البعض تغييرات أكثر وضوحًا، مما يشير إلى اختلافات فردية في استجابة الدماغ.

وأضاف الدكتور وو، إن فهم هذه التغيرات في نشاط الدماغ يساعدنا في تقييم كيفية استجابة الدماغ للصدمات ويمكن أن يرشدنا إلى بروتوكولات السلامة المستقبلية والإرشادات الخاصة بالرياضة.

وتؤكد هذه النتائج على الحاجة إلى تدابير السلامة الشخصية والمزيد من البحث في كيفية تفاعل الأفراد مع الصدمات، وخاصة في الرياضات التي تتعرض فيها الرأس لصدمات متكررة مثل كرة القدم.

وقال الدكتور وو، إن هذا البحث يعزز فهمنا لكيفية تأثير الصدمات الخفيفة على الرأس على وظائف المخ، ويمهد الطريق لمزيد من الدراسات حول الصدمات المتكررة ويتحدث عن أهمية البحث الجاري لحماية صحة الرياضيين. 

وقد يبحث بحثنا المستقبلي في تأثيرات الصدمات المتكررة الأكثر تكرارًا، وكيف قد تؤثر فترة الراحة بين الصدمات على التعافي.