الخميس 10 أكتوبر 2024 الموافق 07 ربيع الثاني 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

علاج جيني جديد يظهر قدرته على استهداف طفرة مرتبطة بالصرع.. هل يحدث فرقًا؟

الخميس 10/أكتوبر/2024 - 05:00 م
الصرع.. أرشيفية
الصرع.. أرشيفية


يعمل باحثون من كلية يونج لو لين للطب، بجامعة سنغافورة الوطنية (NUS Medicine) على علاج يحمل إمكانات في علاج المرضى المصابين بـ الصرع، وهو اضطراب عصبي يتميز بنوبات متكررة بسبب نشاط دماغي غير طبيعي.

بقيادة الأستاذ المساعد في البحث هوانج هوا من قسم علم وظائف الأعضاء وعلم وظائف الأعضاء الكهربية في NUS Medicine، قاموا بتجربة نهج جديد للعلاج الجيني لشكل وراثي نادر من الصرع مرتبط بطفرة في جين KCNA2 في الدماغ البشري، والذي يرتبط بالنوبات المتكررة.

العلاج الجيني

تم تصميم علاج متخصص يسمى أوليجونوكليوتيد جابمر المضاد للحس (ASO) لاستهداف وتفكيك الأحماض النووية (RNA) المعيبة بشكل خاص مع الحفاظ على وظيفة الجين الطبيعية سليمة. 

وقد أدى استخدام هذا العلاج بالحمض النووي الريبي إلى انخفاض ملحوظ في بروتين قناة البوتاسيوم المشكل المشفر في جين KCNA2، مما ساعد على استعادة تدفق البوتاسيوم الطبيعي وتقليل نشاط الخلايا العصبية المفرط المرتبط بالصرع.

قال الأستاذ المساعد هوانج، إن الصرع يرتبط بالخلايا العصبية شديدة الإثارة، ويساعد البوتاسيوم في تثبيط مستويات الإثارة.، وقناة البوتاسيوم المشفرة بواسطة KCNA2 تشبه الباب الذي يتحكم في تدفق أيونات البوتاسيوم على سطح الخلايا.

واستكمل: عندما يتم تحور الجين، يفشل الباب في العمل ولا يمكن إطلاق البوتاسيوم للتحكم في نشاط الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى الصرع.

يستهدف علاجنا الحمض النووي الريبي المعيب في الجين و"يصلح الباب"، بحيث يمكن للبوتاسيوم التدفق وتنظيم مستويات نشاط الخلايا العصبية.

تم إجراء الدراسة البحثية، التي نُشرت في مجلة Molecular Therapy—Nucleic Acids، على عينات من الخلايا في المختبر. بدأ العمل البحثي في ​​عام 2021، عندما اتصلت أسرة طفل رضيع يعاني من نوبات صرع متعددة كانت مقاومة للعديد من الأدوية والعلاجات التقليدية بالفريق.

بينما لا يزال العمل البحثي في ​​مراحله المبكرة وسيحتاج إلى الخضوع لمزيد من الاختبارات في النماذج المعملية قبل الانتقال إلى التجارب السريرية، فإن النتائج الرائعة من البحث تقدم الأمل في أن يمكن تقديم العلاج للمرضى الذين يعانون من الصرع الشديد الناجم عن اعتلالات القنوات - الاضطرابات الوراثية الناجمة عن تشوهات في القنوات الأيونية للخلايا - في غضون السنوات العشر إلى العشرين القادمة.

يمكن أيضًا تكييف تقنية Gapmer الجديدة التي يعمل عليها فريق البحث لاستهداف طفرات أخرى في نفس الجين أو جينات القنوات الأيونية الأخرى - مما يفتح إمكانية إنشاء علاجات مخصصة لقضايا مختلفة مرتبطة بـ KCNA2، مما قد يوفر نتائج واعدة للمرضى الذين يعانون من أشكال نادرة من الصرع والتي لا تستجيب للأدوية القياسية.

نظرًا لأن العلاج أظهر وعدًا في استهداف طفرة جينية محددة تسبب الصرع، نأمل في نهاية المطاف أن نبتكر خيارات علاجية جديدة للمرضى الذين يعانون من هذه الحالة، وغيرها من الطفرات الجينية المماثلة.