اكتشاف عوامل جينية جديدة وراء سرطان البروستاتا.. قد يساعد في العلاج
تمكن باحثون من تحديد عوامل الخطر الجينية، التي تسهم في الإصابة بسرطان البروستاتا لدى مجموعة متنوعة من الرجال الأفارقة.
وعلى الرغم من ندرة الأبحاث والعلاج، فإن هذه الدراسة الجينومية الإفريقية واسعة النطاق الأولى من نوعها قد تشير إلى إمكانيات علاجية جديدة.
وبحسب موقع ميديكال إكسبريس، يقول الدكتور كارل تشين، المؤلف الثاني للورقة البحثية: "من خلال الدراسات، فإن الرجال من أصل إفريقي لديهم مخاطر أعلى بكثير للإصابة بسرطان البروستاتا خلال حياتهم، ويميل هذا المرض إلى التطور في سن مبكرة ويكون أكثر عدوانية، لكننا درسنا سرطان البروستاتا في السكان الأوروبيين فق".
وأضاف أنه "من خلال دراسة عوامل الخطر الجينية لدى الرجال الأفارقة على نطاق واسع يمكننا يومًا ما تحسين الفحص والعلاج".
شملت الدراسة، التي حملت عنوان "البنية الجينية غير المتجانسة لقابلية الإصابة بسرطان البروستاتا في دول جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا"، والتي نُشرت في مجلة Nature Genetics، ما يقرب من 8000 رجل إفريقي، نصفهم مصاب بسرطان البروستاتا، والنصف الآخر يشكل مجموعة مراقبة، من خمس دول إفريقية في غرب وشرق وجنوب إفريقيا.
ةتعتبر هذه الدراسة أكبر دراسة من نوعها حتى الآن.
جينات مسؤولة عن زيادة خطر الإصابة
يقول تشين: "لقد حددنا ثلاثة مواقع جينية، أو مناطق جينية، مرتبطة بقوة بزيادة الإصابة بسرطان البروستاتا".
وأضاف: "إن الإشارات الرئيسية داخل هذه المواقع الثلاثة فريدة من نوعها بالنسبة للسكان الأفارقة، ولم يكن من الممكن اكتشافها لو لم ندرس السكان الأفارقة".
ومن الجدير بالملاحظة أن هناك فروقًا إقليمية في قوة "الإشارات" بين شرق إفريقيا وغربها وجنوبها، وهذا يعني أن هناك أنواعًا مختلفة من المخاطر في مختلف أنحاء إفريقيا.
وقالت البروفيسور ميشيل رامزي، مديرة معهد SBIMB: "ستضع النتائج المستخلصة من هذه الدراسة الأساس لتطوير نماذج للتنبؤ بالمخاطر باستخدام البيانات الجينية لتحسين علاج سرطان البروستاتا".
وأضافت: "إن فحص سرطان البروستاتا غير موجود تقريبًا في إفريقيا، مما يسمح بدراسة التاريخ الطبيعي والارتباطات الجينية لسرطان البروستاتا في غياب الكشف المبكر".
وتابعت أن البحث يتماشى أيضًا مع الرؤية الاستراتيجية لـ SBIMB للطب الدقيق من خلال العمل على فهم عوامل الخطر الجزيئية لسرطانات أفريقيا الشائعة بشكل أفضل.
ووأكدت: "هدفنا هو الكشف عن الطفرات والاختلافات الجينية الخاصة بالمنطقة، مما يؤدي إلى علاجات أكثر دقة وملائمة ثقافيًا تعالج التنوع الجيني الفريد للسكان الأفارقة، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين رعاية مرضى السرطان ونتائجها في جميع أنحاء القارة".
لتلبية الحاجة إلى التنوع الجيني الفريد في السكان الأفارقة لدراسة سرطان البروستاتا الإفريقي، لعب بنك SBIMB الحيوي دورًا مهمًا من خلال معالجة ما يقرب من 2000 عينة حيوية - ما يقرب من ربع إجمالي عينة الدراسة.
يحتفظ البنك الحيوي حاليًا بنحو 30 ألف عينة من الحمض النووي للمشاركين من التراث الإفريقي، والتي تم جمعها من العديد من مشاريع البحث.
وتقول ناتالي سميث، مديرة بنك SBIMB الحيوي والمختبر: "إن البنية التحتية للأبحاث ضرورية لدعم الأبحاث الجينية واسعة النطاق في إفريقيا".
أهمية البحث
تساعد الاختلافات الجينية الفريدة في تفسير سبب كون طرق فحص سرطان البروستاتا الحالية أقل فعالية بالنسبة للرجال الأفارقة.
لا توجد بعض الاختلافات الجينية في سرطان البروستاتا في السكان الأوروبيين، وهو ما يساهم في ارتفاع معدلات الإصابة بين المجموعات الإفريقية غير الخاضعة للفحص لأن البيانات الأوروبية كانت حتى الآن بمثابة دليل للتدخلات في إفريقيا.
تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية البحث الجيني في مجموعات سكانية متنوعة، وينبغي للأبحاث المستقبلية أن تستخدم بيانات خاصة بالسلالة لمعالجة الاختلافات في الطب الجينومي.
وقال الدكتور تيموثي ريبيك، من معهد دانا فاربر للسرطان في هارفارد، وهو أحد القادة في الدراسة: "يعتمد مشروع MADCaP على تطوير أبحاث من الطراز العالمي تؤثر على السكان الأفارقة، ويتم إجراء أخذ العينات البيولوجية والأنماط الجينية وإدارة البيانات في أفريقيا لبناء القدرات المحلية لأبحاث السرطان".
وأضاف: "تضمن شبكة MADCaP أن تكون البيانات من مراكز مختلفة، بما في ذلك عوامل الخطر والبيانات السريرية، متسقة. كما تعقد اجتماعات لتشجيع التواصل بين الأطباء السريريين وخبراء المعلومات الحيوية، كما طورت شبكة MADCaP مجموعة جديدة من النماذج الجينية مصممة خصيصًا لتحديد الروابط الجينية بالسرطان في السكان الأفارقة، بالإضافة إلى تعزيز القدرات البحثية".