الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

ما هو العلاج الإشعاعي التجسيمي لسرطان البروستاتا؟

الثلاثاء 29/أكتوبر/2024 - 03:00 ص
سرطان البروستاتا
سرطان البروستاتا


سرطان البروستاتا هو أكثر أنواع السرطان شيوعًا في أستراليا، حيث يتم تشخيص واحد من كل ستة رجال بهذا المرض بحلول سن 85 عامًا.

السرطان عبارة عن مجموعات غير طبيعية من الخلايا تنمو بشكل لا يمكن السيطرة عليه وتبدأ في غزو المواقع المجاورة، ويمكن أن تنتشر أيضًا إلى أعضاء أخرى في الجسم، وهذا ما يُعرف بالنقائل، وفق ما أوضحه موقع ميديكال إكسبريس.

علاج السرطان

يركز علاج المرض في مراحله المبكرة، عندما يقتصر السرطان على موقعه الأصلي، على تلك المنطقة الفردية، في أغلب الأحيان بالجراحة أو العلاج الإشعاعي.

أما علاج المرض المتقدم، عندما ينتشر، يعتمد غالبًا على العلاجات التي يمكن أن تنتقل في جميع أنحاء الجسم، مثل العلاج الكيميائي أو العلاج المناعي.

قد يكون هناك شكل أكثر تقدمًا من العلاج الإشعاعي، والذي يُسمى العلاج الإشعاعي التجسيمي، قادرًا على علاج السرطانات المبكرة والمتقدمة. فكيف يعمل هذا الشكل؟ وكيف يقارن بالعلاجات الحالية؟

العلاج الإشعاعي التجسيمي

يستخدم العلاج الإشعاعي التجسيمي جرعات عالية من الإشعاع لاستهداف الخلايا السرطانية وقتلها، ويستخدم آلات أحدث يمكنها توصيل حزم إشعاعية مركزة للغاية.

وبالاقتران مع التقدم في التصوير وبرامج تخطيط الإشعاع، يسمح هذا للأطباء بـ "تتبع" السرطانات واستهدافها.

ويؤدي هذا إلى دقة عالية للغاية - بدقة استهداف أقل من 1 مم - بحيث يمكن علاج السرطان بأمان مع الحد الأدنى من مخاطر إتلاف الأعضاء السليمة المحيطة.

إن الحصول على جرعة أعلى يعني أنه يمكن تقديم العلاج الإشعاعي في عدد أقل من العلاجات (من جلسة واحدة إلى خمس جلسات على مدى أسبوع إلى أسبوعين)، بينما كان يتم تقسيمه في السابق إلى العديد من الجرعات الصغيرة (من 20 إلى 40)، والتي يتم تقديمها على مدى أسابيع أو حتى أشهر.

تم استخدام العلاج الإشعاعي التجسيمي بشكل متزايد لعلاج السرطان في المخ والرئتين، ولكن أظهرت بيانات جديدة أنه يمكن أن يعالج أيضًا سرطان البروستاتا بشكل فعال.

ماذا وجدت الدراسة الجديدة؟

قارنت دراسة نشرت هذا الشهر في مجلة نيو إنجلاند الطبية بين مجموعتين من المرضى المصابين بسرطان البروستاتا في مراحله المبكرة ومتوسط ​​أعمارهم 69.8 سنة.

تلقى نصف المرضى (433 مشاركًا) خمس جلسات من العلاج الإشعاعي التجسيمي، بينما تلقى النصف الآخر (431 مشاركًا) علاجًا إشعاعيًا قياسيًا يتكون من 20 جلسة على الأقل.

لم يجد الباحثون أي اختلاف طويل الأمد في النتائج بين المجموعتين، حيث لم يظهر 95% من المرضى أي دليل على المرض بعد خمس سنوات من العلاج، وهذه معدلات الشفاء تعادل معدلات المرضى الذين خضعوا لاستئصال البروستاتا جراحيًا.

تشير الأدلة المبكرة إلى أن العلاج الإشعاعي التجسيمي يبدو فعالًا وأقل إرهاقًا وأقل تدخلًا من خيارات العلاج المتاحة حاليًا.

من المؤسف أن سرطان البروستاتا الذي انتشر إلى ما هو أبعد من موقعه الأصلي لا يمكن علاجه في أغلب الحالات، وتهدف العلاجات في هذه المرحلة من المرض إلى قمع السرطان أو السيطرة عليه لأطول فترة ممكنة.

ومع ذلك، أظهرت الدراسات أن العلاج الإشعاعي التجسيمي يمكن استخدامه لاستهداف المرض الذي انتشر إلى مواقع بعيدة لدى المرضى المصابين بسرطان البروستاتا المتقدم.

ووجد الباحثون أن العلاج الإشعاعي التجسيمي يمكن أن يجعل المرضى خاليين من المرض الواضح سريريًا لمدة تتراوح بين 8 إلى 13 شهرًا، مما يؤخر الحاجة إلى العلاج الهرموني أو العلاج الكيميائي.

كيف تقارن الآثار الجانبية مع علاجات السرطان الأخرى؟

يتم تقديم العلاج الإشعاعي التجسيمي يوميًا، باستخدام حزم إشعاعية غير مؤلمة. في الأسابيع التي تلي الولادة، من الشائع ملاحظة وجع و/أو التهاب في الموقع المعالج. يصل هذا إلى مستوى يتطلب تناول الأدوية في ثلث الحالات.

غالبًا ما تتأثر الوظيفة الانتصابية أثناء علاج سرطان البروستاتا، لأن الأعصاب والأوعية الدموية المسؤولة عن الانتصاب غالبًا ما تتضرر.

وجدت دراسة حديثة أخرى قارنت العلاج الإشعاعي التجسيمي بالجراحة أن 48% من المرضى الذين عولجوا بالعلاج الإشعاعي التجسيمي واجهوا صعوبات في وظائفهم الجنسية بعد عامين من العلاج مقارنة بـ 75% من المرضى الذين خضعوا للجراحة.