الإجهاد أثناء الحمل مرتبط بارتفاع خطر الإصابة بالصرع عند الأطفال| دراسة
تؤثر الصحة النفسية للأمهات الحوامل على صحة ورفاهية أطفالهن على المدى الطويل، وتسلط دراسة حديثة الضوء على أهمية الرعاية العاطفية للأمهات الحوامل، حيث وجد الباحثون أن الأطفال المولودين لأمهات يعانين من ضائقة نفسية أثناء الحمل لديهم خطر أعلى بكثير للإصابة بـ الصرع في مرحلة الطفولة المبكرة.
كشفت الدراسة عن زيادة مذهلة بنسبة 70٪ في خطر الإصابة بالصرع بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 إلى 3 سنوات عندما عانت أمهاتهم من ضائقة نفسية مستمرة أثناء الحمل. تستند النتائج، التي نُشرت في مجلة PLOS ONE، إلى تحليل مجموعة ولادة تضم ما يقرب من 100000 مشارك.
ما هو الصرع؟
الصرع هو مرض دماغي مزمن يتميز بنوبات تحدث عندما لا ترسل الخلايا العصبية إشارات بشكل صحيح.
تؤثر هذه الحالة على نحو 65 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، مع حدوث نحو 150.000 حالة جديدة كل عام في الولايات المتحدة.
في حين أن بعض حالات الصرع وراثية، فإن عوامل أخرى مثل اضطرابات النمو وإصابات الدماغ واضطرابات المناعة الذاتية هي أسباب معروفة للصرع.
تشمل المحفزات الشائعة لنوبات الصرع الإجهاد، وقلة النوم، والتعب، وتعاطي الكحول، وتعاطي المخدرات الترفيهية، والتغيرات الهرمونية أثناء الحيض، والمرض، والحمى.
تفاصيل الدراسة
في أحدث دراسة، حلل الباحثون العلاقة بين درجات الإجهاد لدى الأمهات الحوامل ونتائج الصرع لدى أطفالهن.
باستخدام مقياس كيسلر للضيق النفسي (K6)، قام الباحثون بتقييم ضغوط المشاركات على أساس ستة بنود، مرتين أثناء الحمل: مرة في النصف الأول في حوالي 15 أسبوعًا، ومرة أخرى في النصف الثاني في حوالي 30 أسبوعًا.
بناءً على درجاتهم في K6، تم تصنيف المشاركات إلى ست مجموعات، تعكس إما ضائقة منخفضة أو معتدلة في كل نقطة زمنية.
أظهر التحليل أن الحصول على درجة K6 للأم 5 أو أعلى في كلتا النقطتين الزمنيتين كان مرتبطًا بارتفاع خطر تشخيص الصرع بنسبة 70٪ بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 إلى 3 سنوات.
كتب الباحثون: "لذلك، هناك حاجة إلى تعديلات بيئية لتعزيز الاسترخاء لدى النساء الحوامل لمنع تطور الصرع لدى أطفالهن".
ولتقليل خطر تعرض الأم للتوتر والقلق، يقترح الباحثون "العلاجات الاسترخاءية، بما في ذلك اليوجا، والموسيقى، وعلاج بنسون، واسترخاء العضلات التدريجي، واسترخاء التنفس العميق، والتخيل الموجه، واليقظة، والتنويم المغناطيسي".
واستنادًا إلى النتائج الحالية، يأمل الباحثون أن تكون تقنيات تخفيف التوتر هذه "فعّالة أيضًا في منع ظهور الصرع لدى الأبناء".