هل يواجه الأطفال المعرضون لأدوية الصرع خلال الحمل مخاطر تتعلق بالنمو العصبي؟
قد يواجه الأطفال الذين يولدون لأمهات يتناولن أدوية مضادة للصرع، لإدارة النوبات والحالات النفسية أثناء الحمل مخاطر متزايدة للإصابة بحالات النمو العصبي.
يأتي ذلك وفقًا لبيانات جديدة من الباحثين، في كلية دورنسيف للصحة العامة في جامعة دريكسل.
وجدت الدراسة الحالية، التي تستخدم بيانات من أكثر من ثلاثة ملايين طفل من المملكة المتحدة والسويد، بما في ذلك 17495 تعرضوا لأدوية مضادة للصرع أثناء الحمل، أن الأطفال المعرضين لدواء لاموتريجين المضاد للصرع في الرحم لم يكونوا معرضين لخطر إضافي للإصابة بالتوحد أو الإعاقة الذهنية مقارنة بأولئك المعرضين لأدوية أخرى مضادة للصرع.
ومع ذلك، ارتبط الأطفال الذين تعرضوا لفالبروات وتوبيراميت وكاربامازيبين بقضايا محددة في النمو العصبي.
نُشرت النتائج هذا الشهر في مجلة Nature Communications.
ومع ذلك، يحذر الباحثون من أن الخطر المطلق لنتائج النمو العصبي لدى الأطفال منخفض، بغض النظر عن نظام الأدوية المضادة للصرع، وفق ما أكده موقع ميديكال إكسبريس.
نتائج مهمة
وبالمقارنة بالأطفال غير المعرضين لأدوية مضادة للصرع، فإن أولئك المعرضين لدواء توبيراميت أثناء الحمل كانوا أكثر عرضة للإصابة بالإعاقة الفكرية بمقدار 2.5 مرة، مما يرفع خطرهم إلى 2.1% بحلول سن 12 عامًا.
وبالمقارنة مع الأدوية الأخرى المتاحة، وجد المؤلفون بيانات قليلة جدًا تشير إلى أن دواء لاموتريجين أثناء الحمل يزيد من خطر حدوث مشكلات النمو العصبي لدى النسل.
قال المؤلف المشارك الرئيسي الدكتور برايان ك. لي، أستاذ في كلية دورنسيف للصحة العامة: "تشير نتائجنا إلى أنه في حين أن بعض الأدوية قد تشكل بعض المخاطر، فإن لاموتريجين قد يكون خيارًا أقل خطورة، إن المراقبة النشطة لأي دواء مضاد للصرع أمر بالغ الأهمية لضمان السلامة والفعالية، وخاصة أثناء الحمل".
تتناقض هذه الدراسة مع الدراسات السابقة في أنها لم تجد رابطًا إحصائيًا مهمًا بين توبيراميت أو ليفاتيراسيتام واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال، بغض النظر عما إذا كان الوالد الذي أنجب الطفل مصابًا بالصرع أم لا.
وبحسب الباحثين، فإن البيانات لا تجادل ضد استخدام أدوية مضادة للصرع لدى المرضى المستفيدين، بل تشجع هؤلاء المرضى على إجراء محادثة مع طبيبهم لتحديد ما إذا كان مسار العلاج هو الأنسب لهم.
قال الدكتور بول مادلي داود، الباحث المشارك في الدراسة بجامعة بريستول: "يجب اتخاذ القرارات بما يتناسب مع كل مريض على حدة. إن التوقف عن تناول الأدوية المضادة للصرع قد يتسبب في ضرر فردي وضرر للأبناء، لذا فإن هذه المحادثات لابد أن تتم دائمًا مع طبيب".
وتدعم هذه الدراسة النتائج التي توصلت إليها أبحاث سابقة تربط بين أدوية مضادات الاختلاج مثل فالبروات وتوبيراميت وكاربامازيبين وتشخيصات الاضطرابات العصبية التنموية لدى الأطفال، مثل التوحد والإعاقة الذهنية واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
كما تربط الدراسات السابقة التي أجريت على مجموعات سكانية أصغر أيضًا التعرض لهذه الأدوية في الرحم بنتائج النمو العصبي لدى النسل، مثل الدراسات التي تربط بين توبيراميت والإعاقة الذهنية، وتلك التي تربط بين الفالبروات وانخفاض معدل الذكاء.
استخدمت الدراسة بيانات عن وصفات الأدوية في المملكة المتحدة، وبيانات صرف الأدوية والإبلاغ الذاتي عن تعاطي الأدوية في السويد، فضلًا عن بيانات السجلات الصحية الإلكترونية للتشخيصات.
أجرى المؤلفون تحليلًا للأشقاء للمساعدة في تقليل تأثير العوامل الأخرى، مثل شدة التشخيص والعوامل الوراثية الأساسية، والتي قد تؤثر على النتائج.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة فيكتور إتش. أهلكفيست إن "الرابط بين هذه الأدوية ونتائج النمو العصبي للأطفال موجود، حتى لو لم يكن الخطر أعلى بكثير مما هو عليه في السكان غير المعرضين".
وأضاف: "إذا كنت حاملًا أو تحاولين الحمل، وتتناولين أحد هذه الأدوية، فقد يكون من المفيد التحدث مع طبيبك للتأكد من أنك تتناولين أفضل دواء لاحتياجاتك، مع تقليل المخاطر على أطفالك في المستقبل".