اختراق في علاج سرطان الثدي.. تركيبة دوائية جديدة توقف المرض عن التقدم
أظهرت دراسة جديدة أن تركيبة دوائية جديدة قد تساعد مرضى سرطان الثدي على العيش لمدة تصل إلى ضعف المدة الطبيعية دون تطور المرض.
ووصف العلماء هذا العلاج بأنه "علاج تحويلي محتمل"، إذ يمكن أن يقدم أملًا جديدًا لأولئك المتضررين من هذا الشكل الصعب من السرطان.
تفاصيل الدراسة
وحسب صحيفة ديلي إكسبريس، شملت تجربة أجريت مؤخرا 325 مريضا من 28 دولة، حيث عانى أكثر من نصفهم من انتشار السرطان إلى ثلاثة أعضاء أو أكثر، وكان أكثر من 80% منهم يخضعون في السابق للعلاج الكيميائي.
ومن بين هؤلاء المشاركين، تلقى 161 منهم علاجًا بثلاثة أدوية تضم عقارين مستهدفين، هما بالبوسيكليب (مانع لنمو السرطان) وعقار جديد يسمى إينافوليسيب، إلى جانب العلاج الهرموني فولفيسترانت.
تركز هذه الأدوية مجتمعة على ثلاثة مسارات حاسمة في نوع من سرطان الثدي الناجم عن طفرات في جين PIK3CA.
وفي الوقت نفسه، تلقت مجموعة مراقبة مكونة من 164 مريضًا دواءً وهميًا إلى جانب البالبوسيليب والفولفيسترانت.
وكانت نتائج التجربة مذهلة: حيث أمضى المرضى الذين تلقوا العلاج بثلاثة أدوية ما متوسطه 15 شهرًا قبل تطور المرض، على النقيض من 7.3 شهرًا فقط في مجموعة الدواء الوهمي.
بعد 18 شهرًا، لم يُظهر 46.2% من المرضى الذين تلقوا التركيبة الجديدة أي علامات على تطور المرض، مقارنة بـ 21.1% فقط في مجموعة الدواء الوهمي.
وقال الباحث الرئيسي نيك تيرنر، أستاذ علم الأورام الجزيئي في معهد أبحاث السرطان في لندن: "تظهر النتائج أن هذا المزيج يحسن بشكل كبير من معدلات البقاء على قيد الحياة دون تطور المرض عند استخدامه كعلاج أولي، إنه إنجاز هائل، ويمكن أن يمثل تقدمًا تحويليًا للأشخاص المصابين بهذا النوع من سرطان الثدي".
وفقًا لمؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، هناك أكثر من 56000 حالة جديدة من سرطان الثدي سنويًا، مع ما يقرب من 11500 حالة وفاة، ويتم تشخيص ما يقرب من 70% من المرضى بسرطان الثدي HR+/HER2-، وهو النوع الفرعي الذي تستهدفه هذه الأدوية.
يتوفر بالبوسيكليب مع الفولفيسترانت في هيئة الخدمات الصحية الوطنية منذ عام 2022 لعلاج حالات معينة من سرطان الثدي، على الرغم من أن النظام العلاجي الكامل المكون من ثلاثة أدوية لم يتم تقديمه بعد في المملكة المتحدة، على الرغم من الموافقة عليه مؤخرًا في الولايات المتحدة.
وأضاف البروفيسور تيرنر: "تساعد هذه التركيبة الجديدة على منع السرطان من أن يصبح مقاومًا للعلاج".
وقال البروفيسور كريستيان هيلين، الرئيس التنفيذي للمعهد الدولي لأبحاث السرطان، إن النتائج "مشجعة للغاية".
وقالت آن لوري، 53 عامًا، التي شاركت في تجربة رويال مارسدن: "بصرف النظر عن التعب، لم يكن لدي سوى آثار جانبية ضئيلة، وعلى الرغم من أنني أتلقى الآن علاجًا آخر، إلا أنني لم أكن لأكون هنا لو لم تتاح لي الفرصة للانضمام إلى التجربة".