ما علاقة تلف الحمض النووي بالضمور البقعي المرتبط بالعمر؟
اكتشف فريق بحثي أن تلف الحمض النووي المتراكم في شبكية العين أحد الأسباب الرئيسية للتنكس البقعي المرتبط بالعمر وأن استهداف أنواع محددة من خلايا شبكية العين قد يؤدي إلى علاجات تعمل على إبطاء التقدم.
الضمور البقعي المرتبط بالعمر
يؤثر مرض الضمور البقعي المرتبط بالعمر على ما يقرب من 200 ألف أمريكي سنويًا، وهو أحد الأسباب الرئيسية للعمى لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا.
يوجد هذا المرض في شكلين: النوع الرطب، الذي يتم علاجه بعلاجات راسخة، والنوع الجاف، الذي يفتقر إلى العلاجات الفعالة.
وتكشف الدراسة، التي نشرت مؤخرا في مجلة Aging Cell، كيف أن تلف الحمض النووي، وهو السمة المميزة للشيخوخة، يؤثر على وظيفة شبكية العين ويسرع من فقدان البصر.
قالت الدكتورة دوروتا سكورونسكا-كراوزيك، المؤلفة المشاركة في الدراسة: "تسلط نتائجنا الضوء على الدور الحاسم الذي يلعبه إصلاح تلف الحمض النووي في الحفاظ على صحة الشبكية من أجل رؤية جيدة، ولأن العمر هو أقوى عامل خطر للإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالعمر، فإن اكتساب رؤى أعمق في البيولوجيا الأساسية للشيخوخة في العين أمر ضروري لتطوير علاجات فعالة".
تستهلك الشبكية، وهي نسيج حساس للضوء يقع في مؤخرة العين، كمية من الأكسجين أكبر من أي نسيج آخر في الجسم وتعتمد على طبقة الخلايا الصبغية الشبكية لتعمل بشكل صحيح. إن تعرضها للضوء والنشاط الأيضي المكثف يجعلها شديدة التأثر بالإجهاد التأكسدي وتراكم تلف الحمض النووي بمرور الوقت، وهي عملية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالشيخوخة.
إن فهم العلاقة الدقيقة بين الشبكية والخلايا الصبغية الشبكية والآلية الأساسية التي تحرك التغيرات المرتبطة بالعمر أمر بالغ الأهمية لتطوير أساليب جديدة لمكافحة الضمور البقعي المرتبط بالعمر.
قارن الفريق نموذج فأر بمستويات منخفضة من ERCC1-XPF، وهو إنزيم لإصلاح الحمض النووي، مع كل من الفئران الصغيرة السليمة والفئران المتقدمة في السن بشكل طبيعي، وبحلول 3 أشهر فقط من العمر، أظهر النموذج علامات ضعف البصر، والتغيرات البنيوية في شبكية العين، وتكوين الأوعية الدموية غير الطبيعية، وتحولات في التعبير الجيني والتمثيل الغذائي، بالإضافة إلى خلل في الميتوكوندريا في ظهارة الصبغة الشبكية.
تعكس كل هذه التغييرات تلك التي شوهدت في شيخوخة العين البشرية الطبيعية.
وقالت سكورونسكا-كراوزيك: "كلما زادت معرفتنا بكيفية مساهمة تلف الحمض النووي في أمراض العيون مثل الضمور البقعي المرتبط بالعمر، كلما تمكنا من تطوير تدخلات تعالج الأسباب الجذرية لفقدان البصر. وقد تشمل هذه التدخلات استراتيجيات لمكافحة الإجهاد التأكسدي، وتعزيز إصلاح الحمض النووي أو حتى إزالة الخلايا التالفة قبل أن تسبب الضرر".
وأضافت: "نخطط للتحقيق في أنواع الخلايا التي تسبب التغيرات المرتبطة بالعمر من خلال إضعاف آليات الحمض النووي بشكل انتقائي. هدفنا هو تعزيز تطوير التدخلات الوقائية التي تقلل بشكل كبير من عبء فقدان البصر المرتبط بالعمر وتحسين نوعية الحياة لملايين البشر".