مستوحاة من المرجان.. ابتكار مادة جديدة لإصلاح العظام
نجح باحثون بجامعة سوانسي في تطوير بديل ثوري لطعوم العظام مستوحى من المرجان، والذي لا يعمل فقط على تعزيز الشفاء بشكل أسرع، بل يذوب بشكل طبيعي في الجسم بعد اكتمال الإصلاح.
تم تسجيل براءة اختراع هذا البحث الرائد، الذي قاده الدكتور تشيداو شيا، من كلية الطب بجامعة سوانسي بالتعاون مع زملاء من كلية العلوم والهندسة والعديد من الشركاء الخارجيين، وتم نشره في المجلة الرائدة Bioactive Materials.
عيوب العظام والإعاقة
تعد عيوب العظام الناتجة عن حالات مثل الكسور والأورام والإصابات غير القابلة للشفاء أحد الأسباب الرئيسية للإعاقة في جميع أنحاء العالم، وفق ما ذكره موقع ميديكال إكسبريس.
تقليديًا، يستخدم الأطباء إما عظام المريض نفسه (الطعم الذاتي) أو عظام المتبرع (الطعم الخيفي) لملء هذه الفجوات.
ومع ذلك، فإن هذه الأساليب تأتي مع تحديات، بما في ذلك العرض المحدود وخطر العدوى والمخاوف الأخلاقية.
باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد المتقدمة، قام الفريق بتطوير مادة حيوية تحاكي البنية المسامية والتكوين الكيميائي لبديل طعوم العظام المحولة من المرجان، وتتوافق بشكل مثالي مع العظام البشرية وتوفر العديد من الفوائد المذهلة على النحو التالي:
الشفاء السريع
يساعد على نمو العظام الجديدة خلال 2-4 أسابيع فقط.
التكامل الكامل
تتحلل المادة بشكل طبيعي في غضون 6 إلى 12 شهرًا بعد التجديد المعزز، تاركة وراءها عظامًا صحية فقط.
فعّالة من حيث التكلفة
على عكس المرجان الطبيعي أو عظام المتبرع، من السهل إنتاج هذه المادة بكميات كبيرة.
وفي الدراسات السريرية التي أجريت على الجسم الحي، أظهرت المادة نتائج ملحوظة، فقد قامت بإصلاح عيوب العظام بالكامل في غضون 3 إلى 6 أشهر، بل وحفزت حتى تكوين طبقة جديدة من العظام القشرية القوية والصحية في 4 أسابيع.
لا تستطيع أغلب بدائل طعوم العظام الاصطناعية المتوفرة حاليًا في السوق أن تضاهي أداء العظام الطبيعية، فهي إما تستغرق وقتًا طويلًا حتى تذوب، أو لا تتكامل جيدًا، أو تسبب آثارًا جانبية مثل الالتهاب.
وتتغلب هذه المادة الجديدة على هذه المشاكل من خلال محاكاة العظام الطبيعية عن كثب في كل من البنية والسلوك البيولوجي.
وأوضح الدكتور شيا قائلًا: "إن اختراعنا يسد الفجوة بين البدائل الاصطناعية وعظام المتبرع، لقد أظهرنا أنه من الممكن إنشاء مادة آمنة وفعالة وقابلة للتطوير لتلبية الطلب العالمي، وهذا من شأنه أن ينهي الاعتماد على عظام المتبرع ويعالج القضايا الأخلاقية وقضايا العرض في ترقيع العظام".
إن الابتكارات مثل هذه لا تعد بتحسين نوعية حياة المرضى فحسب، بل إنها تعمل أيضًا على تقليل تكاليف الرعاية الصحية وتوفير فرص جديدة لصناعة الطب الحيوي.