تجديد خلايا بيتا.. العلماء يقتربون من علاج مرض السكري
تمكن علماء وباحثون في مجال مرض السكري من تطوير فهم جديد لكيفية عمل الأدوية التجديدية لخلايا بيتا البشرية.
وقد تكون هذه الأدوية، التي تم تطويرها، واعدة لأكثر من 500 مليون شخص في العالم يعانون من مرض السكري.
نُشرت نتائج هذه الدراسة هذا الشهر في مجلة Cell Reports Medicine.
مرض السكري
يتطور مرض السكري عندما تصبح خلايا البنكرياس المعروفة باسم خلايا بيتا غير قادرة على إنتاج الأنسولين، وهو الهرمون الضروري لتنظيم مستويات السكر في الدم.
وفي حين تم تحقيق تقدم كبير نحو اكتشاف علاج دائم، إلا أنه لا يوجد أي خيار علاجي قابل للتطوير لملايين مرضى السكري في جميع أنحاء العالم.
منذ أكثر من 15 عامًا، عمل الباحثون بلا كلل لإيجاد حل لعلاج مرض السكري من خلال تحديد دواء يمكنه جعل خلايا بيتا البشرية تتجدد.
في عام 2015، اكتشف باحثون أول عقار من هذا القبيل، يُدعى هارمين. هارمين عضو في فئة من العقاقير تسمى مثبطات DYRK1A.
في عامي 2019 و2020، أفاد الباحثون أن مثبطات DYRK1A يمكن أن تتآزر مع إشارات TGF-beta وكذلك عقاقير مستقبلات GLP-1RA مثل semaglutide (على سبيل المثال، Ozempic) وexenatide (Byetta) لتحفيز مستويات أكثر قوة من تجديد خلايا بيتا البشرية.
أخيرًا، في يوليو 2024، أظهروا أن هارمين وحده يزيد من كتلة خلايا بيتا البشرية بنسبة 300٪، وإذا تمت إضافة GLP-1RA، بنسبة 700٪.
كان السؤال الرئيسي هو كيف يتسبب الهارمين في تجديد خلايا بيتا.
في أحدث دراسة، أفاد فريق البحث أن خلايا بيتا الجديدة المتجددة قد تأتي من مصدر غير متوقع: نوع ثانٍ من خلايا البنكرياس يسمى خلايا ألفا. نظرًا لأن خلايا ألفا وفيرة لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول والثاني، فقد تكون قادرة على العمل كمصدر لخلايا بيتا الجديدة في كلا النوعين الشائعين من مرض السكري.
تقول الدكتورة إسراء كاراكوزي، المؤلفة المشاركة للدراسة: "إن هذا الاكتشاف مثير للاهتمام، إذ يُظهِر أن أدوية عائلة الهارمين قد تكون قادرة على تحفيز تحويل السلالة في جزر البنكرياس البشرية، وقد يعني هذا أن الأشخاص المصابين بجميع أشكال مرض السكري لديهم مخزون محتمل كبير لخلايا بيتا المستقبلية، في انتظار تنشيطها بواسطة أدوية مثل الهارمين".
وأضاف أندرو إف. ستيوارت، أستاذ الطب في كلية إيكان للطب في ماونت سيناي ومدير معهد ماونت سيناي للسكري والسمنة والتمثيل الغذائي: "كان من الرائع والمجزي أن نشاهد هذه القصة المتعددة المجموعات تتكشف على مدار السنوات الخمس عشرة الماضية".
وأضاف الدكتور ستيوارت: "إن حبة بسيطة، ربما مع GLP1RA مثل سيماجلوتيد، يمكن تحمل تكلفتها ويمكن استخدامها على نطاق واسع لملايين الأشخاص المصابين بمرض السكري".