تحفيز الأذنين بالكهرباء كلمة السر.. نتائج واعدة لعلاج التهاب القولون التقرحي
توصلت دراسة بحثية أجريت في جامعة ميشيجان إلى أن علاجا بسيطا غير جراحي يركز على الأذنين قد يوفر يوما ما راحة للأشخاص الذين يعانون من التهاب القولون التقرحي.
تم نشر الدراسة، "استكشاف فعالية تحفيز العصب المبهم الأذني عبر الجلد (taVNS) في تعديل الالتهاب الموضعي والجهازي في النماذج التجريبية للتهاب القولون"، في مجلة Bioelectronic Medicine.
التهاب القولون التقرحي
التهاب القولون التقرحي، وهو نوع من أمراض الأمعاء الالتهابية، هو حالة مناعية مزمنة تسبب التهابًا وقرحًا داخل القولون.
وحسب موقع ميديكال إكسبريس، يمكن أن تشمل الأعراض الإسهال وتشنجات البطن والتعب وفقدان الوزن.
يمكن أن يصاب الأشخاص المصابون بالتهاب القولون التقرحي بمضاعفات تهدد حياتهم.
لإجراء الدراسة، قام علماء من قسم المناعة في كلية ماكس رادي للطب بتحفيز حالة كيميائية تحاكي التهاب القولون التقرحي الحاد في الفئران.
وكعلاج، طبقوا نبضات كهربائية خفيفة على الأذن الخارجية للفئران من أجل تحفيز العصب المبهم.
استخدم الباحثون العلاج المسمى تحفيز العصب المبهم الأذني عبر الجلد، لتحفيز مناطق محددة من الأذنين لدى الفئران لمدة 10 دقائق يوميا لمدة ستة أيام.
قالت فاطمة حسامبور، التي قادت الدراسة كمشروع بحثي: "يعمل هذا التحفيز على تنشيط محور الدماغ والأمعاء من خلال العصب المبهم، الذي يمكنه التحكم في التهاب الأمعاء".
وأضافت: "في كل من الفئران والبشر، فإن الجزء من الأذن الخارجية حيث يكون العصب المبهم أكثر سهولة في الوصول إليه هو صيوان الأذن، وهو الجيب الموجود فوق فتحة الأذن".
أظهرت الفئران التي تلقت التحفيز تحسنًا كبيرًا في الأعراض.
وبالمقارنة بالفئران غير المعالجة، فقد شهدت فقدانًا أقل للوزن، وانخفاضًا في تلف الأمعاء، وانخفاض مستويات علامات الالتهاب.
كما أدى العلاج إلى زيادة مستويات الجزيئات المضادة للالتهابات، مما يشير إلى أنه يساعد في استعادة التوازن في الجهاز المناعي.
وقال الدكتور جان إيريك جيا، أستاذ علم المناعة، الذي أشرف على الدراسة: "في المستقبل القريب، قد يوفر هذا العلاج خيارًا آمنًا وخاليًا من الأدوية للمرضى الذين يعانون من التهاب القولون التقرحي الذين لم يجدوا نجاحًا مع العلاجات الأخرى، أو يمكن إضافة هذا العلاج إلى علاجات المريض".
وتفاجأ الباحثون عندما وجدوا أن تحفيز العصب المبهم عن طريق الأذنين كان له تأثيرات إيجابية حتى في الفئران السليمة، مما قد يفتح الأبواب أمام الرعاية الوقائية وتحسين صحة الأمعاء.
أجريت مؤخرا في الولايات المتحدة تجربة سريرية لإثبات فعالية تحفيز العصب المبهم بطريقة غير جراحية في الأذنين عند الأطفال المصابين بمرض التهاب الأمعاء، وأظهرت نتائج مفيدة.
وقال جيا إن هناك حاجة إلى المزيد من التجارب السريرية على البشر.
ويقوم فريق البحث الآن بالتحقيق في كيفية تأثير العلاج على خلايا مناعية محددة في أجزاء مختلفة من القولون المريض والصحي لدى الفئران.
وقال جيا: "يقدم هذا البحث الأمل لمستقبل حيث يمكن إدارة التهاب القولون التقرحي ببساطة من خلال جلسة تحفيز الأذن اليومية باستخدام نفس نوع سماعات الأذن المستخدمة للاستماع إلى الموسيقى".