فوائد غير متوقعة.. كيف تؤثر الرياضات الجماعية على تطور المهارات العقلية لطفلك؟
قد يكون هناك شيء خاص في الرياضات الجماعية في مرحلة الطفولة يساعد في شحذ دماغ الطفل، كما تظهر الأبحاث الجديدة.
اكتشفت الدراسة الجديدة أن الأطفال الذين كانوا في فرق كرة القدم أو الكرة الطائرة سجلوا درجات أعلى في اختبارات "الوظيفة التنفيذية" - مهارات التفكير اللازمة للتنظيم وتذكر التفاصيل واتخاذ القرارات والبقاء مركزين - مقارنة بالأطفال الذين لم يمارسوا الرياضة أو لعبوا الرياضات الفردية فقط.
كتبت الدكتورة أليسون بروكس في تعليق صحفي مصاحب للدراسة الجديدة، أن البيانات العلمية تشير إلى أن ممارسة رياضة جماعية مثل كرة القدم تعمل على تحسين مهارات الوظيفة التنفيذية، والتي تعد من بين أهم مهارات الحياة على الإطلاق، وهي أستاذة جراحة العظام في جامعة ويسكونسن في ماديسون.
تفاصيل الدراسة
تم نشر الدراسة الجديدة في مجلة JAMA Network Open. أجريت في هولندا بقيادة لو يانج، طالبة الدراسات العليا في الطب في المركز الطبي الجامعي في جرونينجن.
وقد نظر فريق يانج في بيانات ما يقرب من 900 تلميذ في المدارس تم تتبعهم من عام 2006 إلى عام 2017. وتم تقييم الأطفال في فترتين عمريتين: من سن 5 إلى 6 سنوات ثم مرة أخرى من سن 10 إلى 11 سنة.
تم تجميع البيانات حول نشاطهم البدني اليومي (بما في ذلك المشاركة الرياضية)، كما تم إخضاعهم لاختبارات إدراكية لقياس الوظيفة التنفيذية في حوالي سن 11 سنة.
وأظهر البحث أن المستويات "المعتدلة" من النشاط البدني الإجمالي في وقت مبكر من الحياة لم يكن لها تأثير كبير على الوظيفة التنفيذية للأطفال في سن 11 سنة.
ومع ذلك، كان هناك استثناء واحد.
أفاد يانج وزملاؤه أن "الأطفال المشاركين في الرياضات الجماعية في سن 10 و11 سنة أظهروا باستمرار وظيفة تنفيذية متفوقة مقارنة بالمشاركين في الرياضات الفردية".
ومن الأمثلة على الرياضات الجماعية التي يشارك فيها الأطفال بشكل روتيني كرة القدم والكرة الطائرة؛ وشملت الرياضات الفردية فنون الدفاع عن النفس والسباحة أو الجمباز.
وأشار الباحثون إلى أن الرياضات الجماعية تضع الأطفال تحت "متطلبات معرفية عالية"، بسبب عدم اليقين من التفاعلات مع زملائهم في الفريق والمنافسين؛ وبالتالي، يجب على اللاعبين الاستجابة بسرعة وديناميكية.
واستنتجوا أن كل هذا يعني أن "الرياضات الجماعية قد تكون بمثابة أرض تدريب لتعزيز الوظيفة التنفيذية".
وفي تعليقها، أشارت بروكس إلى أن مشاركة الأطفال الهولنديين في الرياضات الجماعية كانت عالية - 6.3٪ فقط من الأطفال في الدراسة لم يمارسوا أي رياضة.
وكتبت بروكس: "من خلال خلق حواجز أمام دخول الرياضة والمشاركة الرياضية المستدامة، قد نحرم الأطفال من فرصة تطوير إمكاناتهم الكاملة والحقيقية كبشر".
وقالت إنه بالإضافة إلى كونها خبيرة في قيمة الرياضة لصحة الأطفال، فهي أيضًا لاعبة كرة قدم سابقة وأم.
"الآن هو الوقت المناسب بالنسبة لي لأخذ طفلي إلى تدريب كرة القدم حتى يتمكن من تعزيز قدرته التنفيذية، وبينما هو في ذلك، ربما يتعلم كيفية ثنيها مثل بيكهام"، كما قال بروكس.
