دراسة: لقاح كوفيد 19 آمن على الحوامل
رغم أن فيروس كورونا (كوفيد-19) لم يعد مصنفًا على أنه جائحة، إلا أن عددا كبيرا من الإصابات لا يزال يُبلغ عنه على مستوى العالم.
تنصح منظمة الصحة العالمية بالتطعيم للأفراد المعرضين لخطر الإصابة بمرض شديد أو مضاعفات، بما في ذلك النساء الحوامل، فهذه المجموعة معرضة للخطر بشكل خاص، حيث يمكن أن يكون لعدوى فيروس SARS-CoV-2 آثار ضارة شديدة ليس فقط على الأم ولكن أيضًا على المولود الجديد.
لقاح كورونا والحوامل
إن تطعيم النساء الحوامل ضد كوفيد-19 يمكن أن يقلل بشكل كبير من العديد من المخاطر الصحية. ومع ذلك، فإن أحد المخاوف الرئيسية هو التأثير المحتمل للتطعيم أثناء الحمل على صحة الرضيع، وخاصة خلال فترة حديثي الولادة (الشهر الأول بعد الولادة).
وعلى الرغم من أن الدراسات السابقة لم تحدد أي مشكلات تتعلق بالسلامة، إلا أن المراقبة المستمرة وإعادة تأكيد سلامة لقاح كوفيد-19 للأمهات تظل ضرورية.
ولمعالجة هذه الفجوة، قامت مجموعة من الباحثين بفحص العلاقة بين لقاح كوفيد-19 أثناء الحمل وصحة الأطفال حديثي الولادة بين النساء في هولندا، وقد نُشرت دراستهم عبر الإنترنت في 7 نوفمبر 2024 في مجلة Pediatric Investigation.
وفي حين أجريت تحقيقات سابقة حول آثار التطعيم على نتائج مثل الإجهاض والعيوب الخلقية الرئيسية، لم تركز أي دراسات سابقة في السياق الهولندي على وجه التحديد على كيفية تأثير التطعيم الأمومي على نتائج صحة الأطفال حديثي الولادة.
تشرح الدكتورة بيترا جيه ويستينبيرج: إن الثقة في سلامة اللقاحات تشكل عاملًا رئيسيًا في قرار النساء الحوامل بشأن تلقي التطعيم كما أن معرفة المخاطر المحتملة تساعد الناس على اتخاذ قرارات مستنيرة.
استخدم الباحثون بيانات من سجل أدوية الحمل الهولندي، وهي دراسة جارية تجمع معلومات ذاتية الإبلاغ من النساء الحوامل عبر استبيانات عبر الإنترنت.
تتضمن مجموعة البيانات تفاصيل مثل حالة التطعيم ونتائج صحة الطفل.
ركز تحليلهم على 3655 مشاركة مع مواعيد استحقاق بين يناير 2021 ومايو 2022، ولدن طفلًا واحدًا بعد 24 أسبوعًا على الأقل من الحمل.
الجدير بالذكر أن حوالي 92٪ من المشاركات أفادن بتلقي لقاح COVID- 19.
لتقييم النتائج الصحية لحديثي الولادة، حدد الباحثون الرضع الذين كانوا إما صغارًا بالنسبة لعمر الحمل (SGA) أو كبارًا بالنسبة لعمر الحمل (LGA)، مما يعني أن وزنهم أقل أو أكثر من المتوقع بناءً على عمر الحمل.
كما بحثوا عن مشكلات صحية مثل صعوبات التنفس أو اليرقان عند الرضع، وقاموا بتحليل أي ارتباطات إحصائية بين لقاح كوفيد-19 للأمهات وهذه النتائج الصحية السلبية.
ومن المثير للاهتمام أن الدراسة لم تجد أي ارتباطات مهمة بين التطعيم ضد كوفيد-19 أثناء الحمل ومشاكل صحة الأطفال حديثي الولادة.
ولضمان صحة النتائج التي توصلوا إليها، أخذ الباحثون في الاعتبار عوامل التداخل المحتملة.
على سبيل المثال، أجروا تحليلات إضافية باستثناء الولادات المبكرة، حيث ترتبط الولادة المبكرة بنتائج صحية سلبية على الأطفال حديثي الولادة، كما أجروا تحليلًا استبعد النساء اللاتي أصبن بفيروس SARS-CoV-2 أثناء الحمل لاستبعاد أي تأثير محتمل للعدوى نفسها على صحة الأطفال حديثي الولادة.
وعلى الرغم من الأخذ في الاعتبار العديد من العوامل المربكة، ظلت النتائج متسقة - لم يتم العثور على ارتباطات مهمة بين لقاح كوفيد-19 الأمومي والنتائج الصحية السلبية للمواليد الجدد.
وتقدم هذه النتائج الطمأنينة فيما يتعلق بسلامة اللقاحات، خاصة وأن النتائج الصحية السلبية لحديثي الولادة يمكن أن يكون لها آثار طويلة الأمد، مثل زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة والسكري للأطفال المولودين صغيري الحجم أو صغيري الحجم.