طريقة مبتكرة للتنبؤ بتفاقم مرض التهاب الأمعاء

أظهر باحثون في دراسة هي الأولى من نوعها أن الأجهزة القابلة للارتداء يمكنها التعرف على النوبات أو تفاقم الأعراض والالتهابات في مرض التهاب الأمعاء (IBD) والتمييز بينها والتنبؤ بها.

تشير النتائج، التي نشرت في مجلة Gastroenterology، إلى أن التكنولوجيا القابلة للارتداء يمكنها التنبؤ بالتطور اللاحق للتوهجات في مرض التهاب الأمعاء، مما يتيح مراقبة مستمرة للمرض من خلال الأجهزة التجارية المتاحة على نطاق واسع.

طرق تشخيص أمراض الأمعاء

وبحسب موقع ميديكال إكسبريس، قال المؤلف الأول الدكتور روبرت هيرتن: "تعتمد طرق مراقبة الأمراض الحالية على تفاعل المرضى بشكل مباشر مع أطبائهم، إما من خلال زيارات العيادة، أو فحص الدم أو البراز، أو الخضوع لتنظير القولون، كما تقوم هذه الطرق بتقييم المرض في نقطة زمنية واحدة فقط، وغالبًا ما تكون غازية أو غير مريحة".

وأضاف: "تُظهِر دراستنا أن الأجهزة القابلة للارتداء الشائعة الاستخدام مثل Apple Watches وFitbits وOura Rings يمكن أن تكون أدوات فعالة في مراقبة الأمراض الالتهابية المزمنة مثل مرض التهاب الأمعاء، وهذا يخلق فرصة لمراقبة المرض عن بُعد خارج إطار الرعاية الصحية، بطريقة مستمرة، وربما في الوقت الفعلي".

التهاب الأمعاء

مرض التهاب الأمعاء هو حالة مزمنة تسبب التهابًا في الأمعاء وتؤثر على أكثر من 2.4 مليون شخص في الولايات المتحدة.

قام باحثون بتسجيل أكثر من 300 مشارك يعانون من التهاب القولون التقرحي أو مرض كرون، وهما النوعان الرئيسيان من مرض التهاب الأمعاء، من 36 ولاية.

ارتدى المشاركون أجهزة، وأجابوا على استبيانات الأعراض اليومية، وقدموا تقييمات للالتهاب في الدم والبراز.

ووجد الباحثون أن الأنماط اليومية لتغير معدل ضربات القلب (مؤشر على وظيفة الجهاز العصبي)، إلى جانب معدل ضربات القلب، والأكسجين، والنشاط اليومي، والتي تم قياسها جميعها بواسطة الأجهزة القابلة للارتداء، تغيرت بشكل كبير عند وجود التهاب أو أعراض.

علاوة على ذلك، يمكن لهذه العلامات الفسيولوجية اكتشاف الالتهاب حتى في غياب الأعراض وتمييز ما إذا كانت الأعراض ناجمة عن التهاب نشط في الأمعاء.

الأمر المهم هو أن الباحثين وجدوا أن هذه المقاييس التي تم قياسها بواسطة الأجهزة القابلة للارتداء تغيرت حتى سبعة أسابيع قبل ظهور النوبات.

ويطبق الباحثون مناهج مماثلة على أمراض التهابية مزمنة أخرى، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، ويستفيدون من الذكاء الاصطناعي لتطوير خوارزميات باستخدام بيانات الأجهزة القابلة للارتداء للتنبؤ بالتوهجات على أساس فردي.

وقال الدكتور هيرتن: "إن هذه النتائج تفتح الباب أمام الاستفادة من التكنولوجيا القابلة للارتداء لمراقبة الصحة وإدارة الأمراض بطرق مبتكرة لم نفكر فيها من قبل، ونأمل أن يعمل هذا النهج في المستقبل على تحسين نوعية حياة مرضانا بشكل كبير".