الخميس 23 يناير 2025 الموافق 23 رجب 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

تناول كوب من الحليب يوميا يقلل خطر الإصابة بسرطان الأمعاء.. اعرف السبب

الخميس 23/يناير/2025 - 05:30 ص
سرطان الامعاء
سرطان الامعاء


قد يساعد تناول كوب من الحليب يوميا في الوقاية من سرطان الأمعاء، وتشير دراسة إلى أن زيادة تناول الحليب يوميا بمقدار كوب واحد فقط قد يكون له تأثير كبير في تقليل احتمالات الإصابة بسرطان الأمعاء.

سرطان الأمعاء

سرطان الأمعاء هو ثالث أكثر انواع السرطانات شيوعا حول العالم.

ووفقا لعلماء وباحثين، يمكن الوقاية من 54% من جميع سرطانات الأمعاء باتباع نمط حياة أكثر صحة، والإقلاع عن التدخين، وممارسة التمارين الرياضية، والكف عن تناول اللحوم المصنعة، والابتعاد عن النظام الغذائي السيئ، لأنها كلها عوامل مهمة في تطور سرطان الأمعاء.

وينصح أطباء الأورام مرضاهم حول كيفية تأثير النظام الغذائي ونمط الحياة على الصحة، بما في ذلك خطر الإصابة بالسرطان.

لكن هذا البحث، وهو أحد أكبر الدراسات التي أجريت حتى الآن في مجال النظام الغذائي والمرض، ألقى الضوء على مدى سهولة ورخص التغييرات الغذائية التي قد تساعد الجميع في الحد من خطر الإصابة بالسرطان.

على سبيل المثال، بالإضافة إلى شرب كوب إضافي من الحليب يوميًا، فإن تقليل استهلاك اللحوم الحمراء والمصنعة قد يساعد أيضًا في الحماية من السرطان.

ارتبط استهلاك أكثر من 30 جرامًا من اللحوم الحمراء والمصنعة يوميًا بزيادة خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة 8%.

اتبع الباحثون نهجًا جديدًا من شقين لفحص العلاقة بين استهلاك الحليب وخطر الإصابة بسرطان الأمعاء.

أولًا، قاموا بتحليل البيانات الجينية لأكثر من 542000 امرأة وركزوا على المتغيرات - التغييرات الطفيفة في الحمض النووي - المرتبطة باستمرار اللاكتاز، والقدرة على هضم اللاكتوز في مرحلة البلوغ.

ثانيًا، جمع الفريق معلومات غذائية مفصلة من المشاركين، بما في ذلك تناولهم اليومي للحليب.

من خلال الجمع بين هاتين المجموعتين من البيانات، تمكن الباحثون من تقدير التأثير السببي لاستهلاك الحليب على خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بشكل أفضل.

نتائج مذهلة

كشف التحليل أن المشاركين الذين تناولوا 244 جرامًا إضافيًا من الحليب يوميًا، وهو ما يعادل تقريبًا كوبًا كبيرًا يحتوي على 300 ملجم من الكالسيوم، كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة 17%.

وقد انطبق هذا الانخفاض في المخاطر على أنواع مختلفة من الحليب، بما في ذلك الحليب الكامل وشبه منزوع الدسم ومنزوع الدسم.

وجد الباحثون أن التأثير الوقائي لاستهلاك الحليب كان مستقلًا عن العوامل الغذائية الأخرى وعادات نمط الحياة، وهذا يشير إلى أن فوائد الحليب في الحد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء لا ترجع إلى أن الحليب يحل محل الخيارات الغذائية غير الصحية أو يتم استهلاكه كجزء من نمط حياة أكثر صحة بشكل عام.

لماذا يقلل الحليب خطر الإصابة بسرطان الأمعاء؟

إن الأسباب التي تجعل استهلاك الحليب قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء غير مفهومة تمامًا، لكن الباحثين يقترحون عدة تفسيرات محتملة.

أولًا، الحليب مصدر غني بالكالسيوم، والذي تم ربطه سابقًا بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الأمعاء. قد يساعد الكالسيوم في الحماية من السرطان عن طريق الارتباط بمواد ضارة محتملة في الأمعاء وتعزيز موت الخلايا غير الطبيعية.

بعد ذلك، يتم تحصين العديد من منتجات الألبان بفيتامين د، الذي ثبت أن له خصائص مضادة للسرطان وقد يساعد في تنظيم نمو الخلايا وانقسامها.

كما أن اللاكتوز الموجود في الحليب يمكن أن يعزز نمو البكتيريا المعوية المفيدة التي تنتج الزبدات، وهو حمض دهني قصير السلسلة له تأثيرات مضادة للالتهابات ومضادة للسرطان.

أخيرًا، يحتوي الحليب على حمض اللينوليك المترافق، وهو حمض دهني موجود في اللحوم ومنتجات الألبان، والذي وفقًا لدراسة معملية أجريت عام 2021، قد يكون له أيضًا خصائص مضادة للسرطان.

والأمر الحاسم هنا هو أن استهلاك الحليب قد لا يكون مناسبا أو مفيدا للجميع، لذا، ينبغي على أولئك الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز أو حساسية الحليب أو غير ذلك من القيود الغذائية استشارة المتخصصين في الرعاية الصحية قبل إجراء تغييرات كبيرة على استهلاكهم للألبان.

بشكل عام، يقدم هذا البحث الرائد أدلة دامغة على الدور المحتمل لاستهلاك الحليب في الحد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء.

والواقع أن الاكتشاف الذي يفيد بأن زيادة متواضعة نسبيا في استهلاك الحليب يوميا قد تؤدي إلى انخفاض كبير في خطر الإصابة بسرطان الأمعاء أمر مشجع بشكل خاص.

ويشير هذا إلى أن التغييرات الصغيرة التي يمكن تحقيقها في النظام الغذائي قد يكون لها تأثيرات ذات مغزى على الصحة العامة.