الجمعة 25 أبريل 2025 الموافق 27 شوال 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

طريقة جديدة لتحسين نتائج تعافي مرضى السكري من النوع الثاني

الثلاثاء 28/يناير/2025 - 02:00 م
مرض السكري من النوع
مرض السكري من النوع الثاني


أثبتت التجارب السريرية أن عقار SGLT-2 بالإضافة إلى تقييد السعرات الحرارية بشكل معتدل يحققان تحسنا أكبر في مرض السكري.

في التفاصيل، وجد بحث نشرته المجلة الطبية البريطانية أن البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة ومرض السكري من النوع 2 والذين يتناولون عقار داباجليفلوزين المثبط لناقل الجلوكوز الصوديوم 2 (SGLT-2) إلى جانب تقييد السعرات الحرارية المعتدلة يحققون معدلات أعلى بكثير من الشفاء مقارنة بتقييد السعرات الحرارية وحدها.

ويقول الباحثون إن هذه الدراسة تقدم استراتيجية عملية لتحقيق الشفاء للمرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني في مراحله المبكرة.

مرض السكري من النوع الثاني

يؤثر مرض السكري من النوع الثاني على أكثر من 400 مليون بالغ في جميع أنحاء العالم.

إنه ليس بالضرورة حالة دائمة ويمكن عكسها من خلال إدارة الوزن المكثفة، ولكن أكثر الطرق فعالية لفقدان الوزن، مثل اتباع نظام غذائي منخفض الطاقة للغاية أو جراحة علاج السمنة، ليست سهلة التنفيذ.

بالإضافة إلى المساعدة في خفض مستويات السكر في الدم، يمكن لمثبطات SGLT-2 أن تؤدي أيضًا إلى فقدان الوزن، ولكن تأثيرها جنبًا إلى جنب مع تقييد السعرات الحرارية على شفاء مرض السكري لم يتم التحقيق فيه بعد في تجربة عشوائية محكومة.

ولمعالجة هذه المشكلة، أجرى الباحثون تجربة شملت 328 مريضًا مصابًا بمرض السكري من النوع 2 لمدة تقل عن ست سنوات في 16 مركزًا في البر الرئيسي للصين في الفترة من 12 يونيو 2020 إلى 31 يناير 2023.

كان عمر المشاركين ما بين 20 إلى 70 عامًا مع مؤشر كتلة الجسم (BMI) أكبر من 25 ولم يتناولوا أي دواء مضاد للسكري غير الميتفورمين.

بعد استبعاد المرضى الذين يعانون من مجموعة من الحالات المرضية السابقة، وتاريخ جراحة المعدة، وأولئك الذين يتناولون أدوية إنقاص الوزن، تم توزيع المشاركين عشوائيًا إما على تقييد السعرات الحرارية المعتدلة (تخفيض 500-750 سعرة حرارية / يوم) مع داباجليفلوزين 10 ملجم / يوم أو دواء وهمي لمدة 12 شهرًا.

تلقى جميع المشاركين استشارات غذائية طوال التجربة، وطلب منهم الاحتفاظ بسجل غذائي، وتم تشجيعهم على ممارسة النشاط البدني (150 دقيقة من المشي السريع كل أسبوع أو أكثر من 10000 خطوة يوميًا).

تم تعريف الشفاء من مرض السكري على أنه الحفاظ على مستويات طبيعية للسكر في الدم لمدة شهرين على الأقل بعد التوقف عن تناول الأدوية المضادة للسكري.

وبعد 12 شهرًا، تحسنت حالة 44% من المشاركين في مجموعة تقييد السعرات الحرارية بالإضافة إلى داباجليفلوزين مقارنة بـ 28% في مجموعة الدواء الوهمي، وكان هناك انخفاض أكبر بشكل ملحوظ في وزن الجسم ومقاومة الأنسولين في مجموعة داباجليفلوزين.

وأظهرت النتائج أيضًا فوائد داباجليفلوزين على كتلة الدهون في الجسم وضغط الدم الانقباضي ومستويات الكوليسترول.

ولم تظهر أي فروق كبيرة في الأحداث السلبية بين المجموعتين.

ويقر الباحثون بوجود بعض القيود التي تعترض التجربة.

على سبيل المثال، لا يمكن تعميم نتائجهم على المرضى المصابين بمرض السكري من النوع الثاني لأكثر من ست سنوات أو على أعراق أو مجموعات عرقية أخرى، ولم يتم تقييم إجمالي الإنفاق على الطاقة.

ومع ذلك، يقولون إن البرنامج الغذائي المنظم كان عمليًا وممكنًا في بيئة سريرية وكان لدى المشاركين التزام جيد بمزيج مثبطات SGLT-2 وتقييد السعرات الحرارية المعتدل.

وكانت النتائج مماثلة أيضًا بعد مزيد من التحليل، مما يشير إلى أنها تصمد أمام التدقيق.

وبناءً على ذلك، استنتج الباحثون أن "تجربتنا متعددة المراكز، مزدوجة التعمية والعشوائية، أظهرت أن النظام المشترك من الداباجليفلوزين وتقييد السعرات الحرارية بانتظام كان فعالًا في تحقيق الشفاء من مرض السكري، وخفض وزن الجسم، وتحسين عوامل الخطر الأيضية بين المرضى الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة المصابين بمرض السكري من النوع 2".

ويقول باحثون من المملكة المتحدة في مقال افتتاحي مرتبط بالموضوع إن هذه الاستراتيجية المشتركة فعّالة ولكن تظل هناك أسئلة.

على سبيل المثال، هل ينبغي التوقف عن تناول مثل هذه الأدوية الخافضة للجلوكوز عند نقطة التحسن، وهل يمكن تسخير آليات دوائية محددة من أجل نهج أكثر تخصيصًا لعلاج مرض السكري من النوع الثاني؟

وعلى الرغم من هذه الشكوك، فقد لاحظ الباحثون أن مثبطات SGLT-2 أصبحت الآن من الأدوية التي تستخدم في الخط الأول (مع الميتفورمين) للعديد من المرضى المصابين بداء السكري من النوع الثاني.

وخلص الباحثون إلى أن "هذه الدراسة تدعم المزيد من الأبحاث حول الأساليب المشتركة لتحقيق الشفاء الناجح والمستدام من داء السكري من النوع الثاني".