السبت 08 فبراير 2025 الموافق 09 شعبان 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

الكشف عن نوعين مختلفين من اضطراب الوسواس القهري.. ما هما؟

السبت 08/فبراير/2025 - 01:30 ص
 الوسواس القهري
الوسواس القهري


اضطراب الوسواس القهري هو اضطراب في الصحة العقلية يرتبط بأفكار مستمرة ومتطفلة (أي الهواجس)، مصحوبة بسلوكيات متكررة (أي القهر) تهدف إلى تقليل القلق الناجم عن الهواجس.

وقد أظهرت الدراسات السابقة أن الأشخاص الذين تم تشخيصهم باضطراب الوسواس القهري يمكن أن تظهر عليهم أعراض تختلف بشكل كبير، فضلًا عن تشوهات دماغية مميزة.

أجرى فريق من الباحثين في المستشفى التابع الأول لجامعة تشنغتشو مؤخرًا دراسة تهدف إلى استكشاف الاختلافات الموثقة جيدًا بين مرضى الوسواس القهري.

سمحت لهم نتائجهم، المنشورة في Translational Psychiatry، بتحديد نوعين فرعيين واسعين من الوسواس القهري، يرتبطان بأنماط مختلفة في أحجام المادة الرمادية وبؤر المرض.

وبحسب موقع ميديكال إكسبريس، كتب باوهونج وين وكيكي فانج وزملاؤهما في ورقتهم البحثية: "اضطراب الوسواس القهري هو اضطراب غير متجانس إلى حد كبير، مع اختلافات ملحوظة بين الحالات في التشوهات البنيوية في الدماغ، ولمعالجة هذا التباين، هدفت دراستنا إلى تحديد الأنواع الفرعية لاضطراب الوسواس القهري على أساس الاختلافات المورفولوجية الفردية للمادة الرمادية.

قام الباحثون بتجنيد 100 فرد تم تشخيصهم للتو باضطراب الوسواس القهري لأول مرة ولم يبدأوا العلاج بعد، إلى جانب 106 أفراد أصحاء لم يتلقوا أي تشخيصات نفسية أو طبية، ثم استخدموا التصوير بالرنين المغناطيسي لجمع صور مسح هيكلية لأدمغة جميع المشاركين.

كتب وين وفانج وزملاؤهما: "باستخدام النماذج المعيارية لحجم المادة الرمادية، حددنا الأنواع الفرعية بناءً على التشوهات المورفولوجية الفردية".

وأضافوا: "أجرينا تحليلات الحساسية للتحقق من إمكانية تكرار نتائج التجميع. وللحصول على رؤى أعمق في الأسس الترابطية والجزيئية للتشوهات البنيوية في الدماغ في الأنواع الفرعية المحددة، قمنا بالتحقيق في ارتباطاتها بالبنية الطبيعية لشبكة الدماغ وتوزيع مستقبلات/ناقلات النواقل العصبية".

تحليل مسوحات الدماغ

في الأساس، قام الباحثون بتحليل مسوحات الدماغ التي تم جمعها من الأشخاص الذين تم تشخيصهم باضطراب الوسواس القهري، وقارنوها بمسحات الدماغ لأفراد أصحاء ثم بمسحات الدماغ لأشخاص آخرين تم تشخيصهم أيضًا باضطراب الوسواس القهري.

سمح لهم هذا بتحديد نوعين فرعيين مختلفين من اضطراب الوسواس القهري يتميزان بتشوهات دماغية بنيوية مميزة، والتي تم تأكيدها من خلال تحليلات الحساسية المتابعة.

كتب الباحثون: "أظهر النوع الفرعي 1 زيادة كبيرة في حجم المادة الرمادية في مناطق تشمل التلفيف الجبهي، والجزء الأمامي من الفص الجبهي، والجزيرة، والحُصين، والتلفيف المجاور للحُصين، واللوزة، والتلفيف الصدغي، بينما أظهر النوع الفرعي 2 انخفاضًا في حجم المادة الرمادية في التلفيف الجبهي، والجزء الأمامي من الفص الجبهي، والجزيرة، والتلفيف الجداري العلوي، والتلفيف الصدغي، والتلفيف المغزلي ".

وأضافوا: "عند النظر إلى جميع المرضى بشكل جماعي، تم إبطال التشوهات البنيوية في الدماغ".

إن النوعين الفرعيين من اضطراب الوسواس القهري اللذين اكتشفهما وين وفانغ وزملاؤهما يتميزان بأنماط مميزة في أحجام المادة الرمادية داخل مناطق معينة من الدماغ، فقد أظهر الأشخاص المصابون بالنوع الفرعي الأول كمية أكبر من المادة الرمادية في مناطق الدماغ التي تدعم عملية اتخاذ القرار (على سبيل المثال، التلفيف الجبهي) والمعالجة العاطفية (على سبيل المثال، اللوزة).

وعلى النقيض من ذلك، وجد أن الأشخاص في النوع الفرعي 2 أظهروا أحجامًا أقل من المادة الرمادية في المناطق المرتبطة بالتفكير الذاتي المرجعي (أي المنطقة ما قبل الإصبع) والوظيفة الإدراكية (أي المخطط).

ومن الجدير بالذكر أن الأنواع الفرعية التي تم الكشف عنها حديثًا وجدت أيضًا أنها مرتبطة ببؤر مرضية مختلفة وروابط مميزة بمستقبلات الناقل العصبي في الدماغ، وهذا يعني في الأساس أن مناطق الدماغ والمستقبلات الأكثر تأثرًا أو تورطًا في الاضطراب تختلف أيضًا بشكل كبير بين النوعين الفرعيين.

وكتب الباحثون: "أظهر النوع الفرعي 1 مراكز للمرض في التلفيف الجبهي الأوسط، في حين أظهر النوع الفرعي 2 مراكز للمرض في المخطط والمهاد والحُصين، وعلاوة على ذلك، أظهرت التشوهات البنيوية في الدماغ في هذه الأنواع الفرعية ارتباطات مميزة بمستقبلات/ناقلات النواقل العصبية".

قد تساعد نتائج هذه الدراسة الحديثة في تفسير الاختلافات بين المرضى الذين تم تشخيصهم باضطراب الوسواس القهري والتي لوحظت في الماضي بشكل متكرر.

وفي المستقبل، قد تمهد هذه النتائج الطريق لمزيد من الأبحاث التي تركز على النوعين الفرعيين من الاضطراب اللذين تم تحديدهما حديثًا، وهو ما قد يساعد بدوره في ابتكار تدخلات علاجية شخصية يمكن أن تكون أكثر فعالية في علاج اضطراب الوسواس القهري.