السر وراء الرؤية الحادة.. الكشف عن فوائد حركات العين الصغيرة
حتى عندما نظن أننا نبقي نظرنا ثابتًا تمامًا، فإن أعيننا تقوم بحركات صغيرة لا إرادية، فيما يعرف باسم "حركات العين الثابتة".
وبالرغم من أن "حركات العين الثابتة" هذه قد تبدو وكأنها قد تؤدي إلى تشويش رؤيتنا، إلا أن الأبحاث الجديدة تكشف أنها في الواقع تساعدنا على رؤية التفاصيل الدقيقة بشكل أكثر وضوحًا.
حركات العين وتعزيز حدة البصر
في دراسة تجمع بين النمذجة النظرية والتجارب البشرية، اكتشف باحثو معهد بون وزملاؤهم من المدرسة العليا للأساتذة في باريس ومستشفى جامعة بون وجامعة بون (ألمانيا) كيف تعمل حركات العين المجهرية هذه على تعزيز حدة البصر بدلًا من إضعافها.
وباستخدام تكنولوجيا متقدمة لتتبع حركة العين ونماذج حسابية، أثبت الفريق أن هذه الحركات تساعد شبكية العين على معالجة المعلومات البصرية بشكل أكثر فعالية.
نُشرت ورقتهم البحثية في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.
يقول البروفيسور رافا أزيريدو دا سيلفيرا، أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة: "إنها مفارقة رائعة، قد تبدو هذه الحركات الصغيرة المستمرة لأعيننا وكأنها تجعل رؤيتنا أقل دقة، لكنها في الواقع تعمل على تحسين الطريقة التي تشفر بها شبكية العين المعلومات البصرية، لقد وجدنا أن البشر يحافظون بشكل طبيعي على هذه الحركات ضمن نطاق مثالي تقريبًا لتحسين حدة البصر".
وقال المؤلف المشارك الدكتور وولف هارمنينج: "لقد تمكنا من إظهار أن هذه الحركات تساعد في تحديث محتوى مستقبلاتنا البصرية مع الحفاظ على توازن مثالي بين الحركة والاستقرار، كما وجدنا في التجربة أن الحركات تتكيف مع حجم الجسم المعروض".
وقد يكون لهذا الاكتشاف آثار مهمة على فهم المعالجة البصرية وتطوير علاجات جديدة لاضطرابات الرؤية.
أجريت الدراسة باستخدام منظار قاع العين المتطور الذي يعمل بالليزر والذي يعتمد على تقنية البصريات التكيفية، مما يسمح للباحثين بتتبع حركات العين الدقيقة بدقة غير مسبوقة أثناء قيام المشاركين بمهام بصرية، ثم قام الباحثون بدمج النمذجة النظرية مع البيانات التجريبية لربط حركات العين بالتشفير العصبي للشبكية والسلوك البشري.
