السبت 03 مايو 2025 الموافق 05 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

ما دور المشيمة في الإصابة بالاضطرابات العصبية والنفسية؟

الخميس 03/أبريل/2025 - 04:43 م
الاضطرابات العصبية
الاضطرابات العصبية والنفسية


تمكن فريق دولي في الكشف عن العلاقة بين مثيلة الحمض النووي المشيمي وبعض الاضطرابات العصبية والنفسية.

وقد نجح الفريق في تحديد الارتباطات بين التعديلات في المشيمة وخطر الإصابة بالفصام واضطراب ثنائي القطب واضطراب الاكتئاب الشديد.

تم تنسيق الدراسة، التي نشرت في مجلة Nature Communications، من قبل الدكتورة نورا فرنانديز جيمينيز، مع الدكتورة أريادنا سيليروس بورتيت كمؤلفة أولى.

تُسلّط الدراسة، التي شارك فيها 28 باحثًا من 18 مؤسسة في أوروبا والولايات المتحدة، الضوء على المشيمة كعنصر أساسي في التطور العصبي النفسي.

وقد أظهر البحث أن بعض التعديلات الجينية في المشيمة، وخاصةً مثيلة الحمض النووي، يمكن أن تؤثر على التعبير الجيني للاضطرابات النفسية.

تشير هذه النتائج إلى أن الخطر الجيني قد يظهر بالفعل خلال مرحلة ما قبل الولادة.

التعديلات فوق الجينية

التعديلات فوق الجينية هي تغيرات كيميائية في الحمض النووي (DNA) والبروتينات المرتبطة به، تُنظّم نشاط الجينات دون تغيير تسلسلها.

من أكثر التعديلات دراسةً ميثلة الحمض النووي (DNA)، وهي عملية تُضاف فيها مجموعات الميثيل - وهي جزيئات صغيرة تتكون من ذرة كربون واحدة وثلاث ذرات هيدروجين - إلى مناطق محددة من الحمض النووي.

هذه الآلية، التي تعد ضرورية للنمو والتكيف البيئي والاستعداد للأمراض، تتأثر بالجينات وتستجيب لعوامل مثل النظام الغذائي والإجهاد والتعرض للملوثات.

تشير نتائج الدراسة إلى أن الفصام، والاضطراب ثنائي القطب، واضطراب الاكتئاب الشديد هي الاضطرابات العصبية والنفسية الأكثر ارتباطًا بمثيلة الحمض النووي في المشيمة.

تُظهر حالات أخرى، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) أو التوحد، بعض الارتباطات السببية المحتملة، وإن كانت بدرجة أقل، في حين لم تُعثر على أي آثار ظاهرة في أمراض أخرى خضعت للتحليل.

يوضح الدكتور فرنانديز جيمينيز: "تعزز هذه النتائج الفرضية القائلة بأن مرض الفصام وغيره من الاضطرابات له أصل عصبي نمائي وأن المشيمة تلعب دورًا أساسيًا في هذه العملية".

الوقاية من الاضطرابات النفسية

إن اكتشاف ارتباط المخاطر الجينية بمثيلة الحمض النووي المشيمي يفتح آفاقًا جديدة للوقاية من الاضطرابات النفسية وعلاجها.

وتضيف سيليروس-بورتيه: "إذا تمكنا من تحديد عوامل الخطر في مرحلة ما قبل الولادة، يمكننا التدخل قبل ظهور الأعراض، بتعديل العلاجات أو تصميم استراتيجيات وقائية شخصية".

تُؤكد الدراسة أيضًا على أهمية فهم مكان وزمان تأثير كل عامل وراثي في ​​علم الأمراض، إذ قد يؤثر ذلك على اتخاذ القرارات العلاجية.

ويخلص فرنانديز-جيمينيز إلى أنه "لا ينبغي علاج جميع الجينات المرتبطة باضطراب ما مباشرةً؛ فقد يكون بعضها قد تأثر في مرحلة مبكرة من النمو، وقد لا يكون قابلاً للتنفيذ في مرحلة البلوغ".

يمثل هذا البحث تقدمًا كبيرًا في فهم الأساس البيولوجي للاضطرابات العصبية والنفسية ويفتح خطوطًا جديدة للتحقيق للكشف المبكر، وكذلك لتطوير علاجات أكثر فعالية.