السبت 19 أبريل 2025 الموافق 21 شوال 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

دراسة: المضادات الحيوية في مرحلة الولادة تؤثر على فعالية اللقاحات عند الأطفال

السبت 05/أبريل/2025 - 10:47 ص
المضادات الحيوية
المضادات الحيوية وتأثيرها على لقاحات الأطفال.. أرشيفية


تُسهم برامج التحصين في إنقاذ ملايين الأرواح سنويًا عبر حماية الأفراد من الأمراض القابلة للتجنب. ومع ذلك، تظهر استجابة مناعية متفاوتة للقاحات بين الأفراد، خصوصًا في الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الاختلافات في ميكروبات الأمعاء يمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا في هذه التفاوتات.

نشرت دراسة أُجريت في أستراليا في مجلة "نيتشر"، ووجدت أن الأطفال الذين تلقوا علاجًا بـ المضادات الحيوية خلال الأسابيع الأولى من حياتهم أظهروا استجابة مناعية أضعف تجاه اللقاحات. 

دور بكتيريا البيفيدوباكتيريوم ومكملات البروبيوتيك

ويُعزى هذا إلى انخفاض مستويات بكتيريا البيفيدوباكتيريوم، وهي بكتيريا مهمة تعيش في الجهاز الهضمي البشري. 

أوضحت الدراسة أن استعادة هذه البكتيريا من خلال مكملات البروبيوتيك مثل إنفلوران يمكن أن تكون لها نتائج إيجابية على الاستجابة المناعية.

نتائج الدراسة وأهمية تعزيز ميكروبيوم الأمعاء

تتبع الباحثون 191 رضيعًا سليمًا منذ ولادتهم وحتى بلوغ 15 شهرًا. تلقى 86% من المشاركين لقاح التهاب الكبد الوبائي "ب" عند الولادة، وبدأوا تلقي التطعيمات الروتينية في عمر ستة أسابيع وفقًا للجدول الوطني الأسترالي للتحصين. 

تم تصنيف الأطفال بناءً على تعرضهم للمضادات الحيوية. شملت المجموعات الأطفال غير المُعرضين للمضادات الحيوية، والأطفال الذين تعرضوا لها عبر أمهاتهم، والرضع الذين تم علاجهم بالمضادات الحيوية مباشرة لمدة 48 ساعة على الأقل خلال فترة حديثي الولادة.

لرصد التغيرات في ميكروبيوم الأمعاء واستجابات المناعة المرتبطة باللقاحات، أُخذت عينات من البراز في سن أسبوعين وستة أسابيع، وعينات الدم خلال الفترات الزمنية بين ستة أسابيع و15 شهرًا، وتم جمع البيانات بشكل محايد من قبل باحثين غير مطلعين على انتماء الأطفال للجموع.

تكشف النتائج أن الرضع الذين تعرضوا مباشرةً للمضادات الحيوية خلال حديثي الولادة أظهروا مستويات منخفضة من الأجسام المضادة ضد عديدات السكاريد الموجودة في لقاح المكورات الرئوية (PCV13). 

يساعد هذا اللقاح الجهاز المناعي على التعرف على البكتيريا العقدية الرئوية، التي تُسبب أمراضًا خطيرة كالتهاب الرئة والتهاب السحايا.

أظهرت التجارب على الفئران أن التراجع في الاستجابة المناعية يرتبط بانخفاض بكتيريا البيفيدوباكتيريوم في الأمعاء. ومع ذلك، ساعد استخدام مزيج من هذه البكتيريا أو مكمل إنفلوران في استعادة الاستجابة المناعية.

تشير الدراسة إلى أهمية تعزيز ميكروبيوم الأمعاء لدى الأطفال الذين تعرضوا للمضادات الحيوية لتعزيز استجاباتهم المناعية، مما قد يؤدي إلى حماية أفضل ضد الأمراض المعدية.