هل يسبب مرض باركنسون اضطرابًا في وظائف القلب؟

لا يؤثر مرض باركنسون على الحركة والدماغ فحسب، بل قد يؤثر أيضًا على القلب، وفقًا لبحث جديد من جامعة سري.
ويشير علماء من كلية الطب البيطري في الجامعة إلى أن استهداف بروتين رئيسي خارج الدماغ قد يساعد في إدارة مشاكل القلب المرتبطة بمرض باركنسون.
في دراسة نُشرت في مجلة علم وظائف الأعضاء التجريبية، درس باحثون من جامعة سري نماذج فئران، ووجدوا تراكمًا ضارًا لبروتين ألفا-ساينيوكلين، المرتبط بمرض باركنسون، في مجموعة عصبية قريبة من القلب (العقد النجمية).

الأعصاب وضربات القلب
تُعد هذه الأعصاب جزءًا من الجهاز العصبي اللاإرادي، الذي يتحكم في معدل ضربات القلب وإيقاعها.
وجد الباحثون أن 27% من الخلايا العصبية في المجموعة العصبية تحتوي على تراكمات من بروتين ألفا-ساينيوكلين، مُشكلةً كتلًا سامة مشابهة لتلك الموجودة في أدمغة مرضى باركنسون.
تشير هذه النتيجة إلى أن باركنسون قد يُسبب اضطرابًا في وظائف القلب، وليس فقط في الحركة ونشاط الدماغ.
وقال البروفيسور كامالان جيفاراتنام، المؤلف الرئيسي للدراسة، ورئيس كلية الطب البيطري في جامعة سري: "تؤكد دراستنا الشكوك حول وجود صلة بين مرض باركنسون وخلل وظائف القلب اللاإرادي، مما يمنحنا نظرة جديدة حول كيفية تأثير المرض على الجهاز العصبي خارج الدماغ".
وأضاف: "كما هو الحال في الدماغ، يشكل ألفا سينيوكلين كتلًا في الأعصاب، مما يشير بقوة إلى أن نفس العملية التي تلحق الضرر بخلايا الدماغ في مرض باركنسون تلحق الضرر أيضًا بالأعصاب التي تتحكم في القلب".
استخدم فريق البحث نماذج فئران أنتجت شكلاً متحوراً من ألفا-ساينيوكلين، ثم، باستخدام تقنية تشريح دقيقة، استخلصوا العقد النجمية، مع ضمان الحد الأدنى من تلف الأنسجة، ثم قُطعت العناقيد العصبية إلى شرائح رقيقة وصُبغت بعلامات فلورية، مما سمح للعلماء بتتبع انتشار وتراكم البروتين الضار داخل الخلايا العصبية الفردية.
قال بون لي، المؤلف المشارك في الدراسة: "إن فهم كيفية تأثير مرض باركنسون على القلب يفتح آفاقًا جديدة للعلاج، وإذا تمكنا من إيجاد طرق لوقف أو إبطاء تراكم ألفا-ساينيوكلين في الجهاز العصبي خارج الدماغ، فقد نساعد في إدارة بعض الآثار الأقل شهرة ولكنها خطيرة لهذا المرض".
وأضاف: "نحن حريصون على العمل مع الشركاء الصناعيين لاستكشاف ما إذا كان استهداف هذه التكتلات البروتينية السامة في الخلايا العصبية للقلب يمكن أن يحسن الأعراض ونوعية الحياة للأشخاص المصابين بمرض باركنسون".