المضادات الحيوية وسمنة الأطفال.. الأبحاث تكشف عن رابط غير متوقع
تُمهّد سمنة الأطفال الطريق لمخاطر صحية مدى الحياة، ويسابق العلماء الزمن للكشف عن الأسباب الخفية. والآن، تُشير أبحاث جديدة إلى مُشتبه به غير متوقع: المضادات الحيوية، وهي دواء يتناوله ملايين الأشخاص، بمن فيهم الأطفال الصغار، لمكافحة العدوى، قد تُفاقم المشكلة سرًا.
تأثير المضادات الحيوية للأطفال
على الرغم من أن المضادات الحيوية أدوية مُنقذة للحياة وضرورية لمكافحة الالتهابات البكتيرية مثل التهاب الحلق العقدي، والتهابات المسالك البولية، والالتهاب الرئوي، إلا أن بحثًا جديدًا يكشف عن أثر جانبي مُقلق.
قد يواجه الأطفال الذين يتلقون المضادات الحيوية قبل بلوغهم عامهم الثاني خطرًا أعلى بنسبة 20% للإصابة بالسمنة مُقارنةً بمن لم يتعرضوا لها قط، وفقًا لأحدث نتائج الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة أولو في فنلندا، عُرضت النتائج في اجتماع الجمعيات الأكاديمية لطب الأطفال الذي عُقد في هاواي.
ومع ذلك، يبدو أن تأثير المضادات الحيوية يعتمد على وقت التعرض. لم يجد الباحثون أي صلة بين استخدام المضادات الحيوية قبل الحمل، أو أثناء الحمل، أو عند الولادة، ومؤشر كتلة الجسم لدى الطفل لاحقًا، مما يُشير إلى أن فترة التعرض في مرحلة الطفولة المُبكرة تلعب دورًا حاسمًا.
قالت الدكتورة صوفيا أينونين، مقدمة الدراسة، في بيان صحفي، إن التعرض للمضادات الحيوية في أول عامين من العمر يرتبط ارتباطًا أقوى بزيادة الوزن لدى الأطفال مقارنةً بالتعرض لها خلال مراحل الحمل أو في مراحل عمرية مبكرة أخرى.
وأضافت: يجب على مقدمي الرعاية الصحية توخي الحذر عند وصف المضادات الحيوية للأطفال الصغار، وخاصةً المضادات الحيوية غير الضرورية لالتهابات الجهاز التنفسي العلوي.
كشف الباحثون عن هذه النتائج من خلال تتبع أكثر من 33,000 طفل في فنلندا، ومراقبة استخدامهم للمضادات الحيوية قبل الحمل، وخلال فترة ما حول الولادة، وبعد الولادة، تم حساب مؤشر كتلة الجسم للمشاركين في سن الثانية والثانية عشرة.
كشفت الدراسة أن معظم الأطفال (68%) وُصفت لهم مضادات حيوية خلال أول عامين من حياتهم، كما وجدت أن حوالي ربع الأطفال تعرضوا للمضادات الحيوية أثناء الحمل، وأن حوالي ثلثهم تعرضوا لها أثناء الولادة الطبيعية.
بناءً على نتائج الدراسة، يحث الباحثون على توخي الحذر عند استخدام المضادات الحيوية، فعلى الرغم من أهميتها لعلاج الالتهابات البكتيرية الخطيرة، إلا أنهم لاحظوا أن هذه الأدوية تُوصف غالبًا لأمراض مثل التهابات الجهاز التنفسي العلوي، حيث قد تكون فوائدها ضئيلة.
ويقترح الباحثون أيضًا أن تستكشف الدراسات المستقبلية كيف يمكن أن يؤدي تناول المضادات الحيوية في مرحلة مبكرة من الحياة إلى السمنة، ونظرًا لأن سمنة الأطفال لا تزال تُمثل مشكلة عالمية رئيسية، إذ تؤثر على أكثر من 159 مليون طفل في سن الدراسة في عام 2022، تُبرز نتائج الدراسة ضرورة استخدام المضادات الحيوية بحذر خلال السنوات الأولى من حياة الطفل للمساعدة في حماية صحته على المدى الطويل.
