الخميس 15 مايو 2025 الموافق 17 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

بشرى لمرضى الزهايمر.. نتائج واعدة لتحسين الذاكرة

الثلاثاء 29/أبريل/2025 - 12:01 م
الذاكرة
الذاكرة


مع تدهور حالة الجسم عند التقدم في السن، يفقد الدماغ القدرة على تطهير نفسه من النفايات، وهو السيناريو الذي يعتقد العلماء أنه قد يساهم في حدوث حالات تنكسية عصبية مثل مرض الزهايمر وباركنسون، وغيرها.

أفاد باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس أنهم وجدوا طريقةً للتغلب على هذه المشكلة من خلال استهداف شبكة الأوعية الدموية التي تُصرّف المخلفات من الدماغ.

وقد أظهر الباحثون أن تجديد هذه الأوعية يُحسّن الذاكرة لدى الفئران المُسنّة.

تضع الدراسة، التي نشرت على الإنترنت في مجلة Cell، الأساس لتطوير علاجات للتدهور المعرفي المرتبط بالعمر، والتي تتغلب على التحديات التي تواجهها الأدوية التقليدية التي تكافح من أجل المرور عبر حاجز الدم في الدماغ للوصول إلى الدماغ.

قال الدكتور جوناثان كيبنيس، أستاذ علم الأمراض والمناعة المتميز: "إن الحاجز الدموي الدماغي المادي يعوق فعالية العلاجات الخاصة بالاضطرابات العصبية".

وأضاف: "من خلال استهداف شبكة من الأوعية خارج الدماغ والتي تعتبر حيوية لصحة الدماغ، فإننا نرى تحسنات إدراكية لدى الفئران، مما يفتح نافذة لتطوير علاجات أكثر قوة لمنع أو تأخير التدهور الإدراكي".

تحسين الذاكرة

قبل عقد من الزمان، اكتشف مختبر كيبنيس شبكة من الأوعية المحيطة بالدماغ - تُعرف باسم الأوعية اللمفاوية السحائية - لدى الفئران والبشر، تُصرف السوائل والفضلات إلى العقد اللمفاوية، حيث توجد العديد من خلايا الجهاز المناعي، وتراقب علامات العدوى أو المرض أو الإصابة.

وقد أظهر هو وزملاؤه أيضًا أن بعض علاجات الزهايمر البحثية تكون أكثر فعالية في الفئران عندما تقترن بعلاج يعمل على تحسين تصريف السوائل والحطام من الدماغ.

ابتداءً من سن الخمسين تقريبًا، يبدأ الناس بملاحظة انخفاض في تدفق سوائل الدماغ كجزء من الشيخوخة الطبيعية.

في الدراسة الجديدة، تعاون كيبنيس مع الدكتور ماركو كولونا، أستاذ علم الأمراض في كلية روبرت روك بيليفو الطبية، وتساءل عما إذا كان تحسين وظيفة نظام تصريف الدم القديم يُحسّن الذاكرة.

لاختبار ذاكرة الفئران، وضع الباحثون قضيبين أسودين متطابقين في القفص لمدة 20 دقيقة ليستكشفهما الفأران المسنان. في اليوم التالي، أُعيد للفئران أحد القضيبين الأسودين وجسم جديد، وهو منشور مستطيل فضي.

الفئران التي تتذكر اللعب بالقضيب الأسود ستقضي وقتًا أطول مع الجسم الجديد، أما الفئران المسنة فتقضي وقتًا مماثلًا في اللعب بكلا الجسمين.

قام الباحث الرئيسي للدراسة الجديدة، الدكتور كيونجديوك كيم، بتعزيز وظائف الأوعية الليمفاوية لدى الفئران المسنة بعلاج يحفز نمو الأوعية، مما يسمح بتصريف المزيد من الفضلات من الدماغ.

وجد الباحث أن الفئران المسنة ذات الأوعية الليمفاوية المتجددة أمضت وقتًا أطول مع الجسم الجديد - وهو مؤشر على تحسن الذاكرة - مقارنةً بالفئران المسنة التي لم تُعالج.

وقال كيم: "إنّ سلامة الجهاز الليمفاوي ضرورية لصحة الدماغ والذاكرة، وقد تُقدّم العلاجات التي تدعم صحة نظام إدارة الفضلات في الجسم فوائد صحية للدماغ الذي يشيخ بشكل طبيعي".

عندما يتضرر الجهاز الليمفاوي بشدة لدرجة تراكم الفضلات في الدماغ، يقع عبء التنظيف على عاتق الخلايا المناعية المقيمة في الدماغ، والتي تُسمى الخلايا الدبقية الصغيرة. لكن فريق التنظيف المحلي هذا يفشل في مواكبة الفوضى ويُنهك، كما أوضح كيبنيس.

وجدت الدراسة الجديدة أن الخلايا المُرهَقة تُنتج إشارة استغاثة، وهي بروتين مناعي يُسمى إنترلوكين 6، أو IL-6، يؤثر على خلايا الدماغ لتحفيز التدهور المعرفي لدى الفئران ذات الأوعية الليمفاوية التالفة.

بفحص أدمغة هذه الفئران، وجد الباحثون أن الخلايا العصبية تعاني من خلل في أنواع الإشارات التي تتلقاها من خلايا الدماغ المحيطة.

على وجه الخصوص، تلقت الخلايا العصبية إشارات أقل تعمل كسماعات إلغاء الضوضاء وسط صخب الاتصالات العصبية. هذا الخلل، الناجم عن ارتفاع مستويات IL-6 في الدماغ، أدى إلى تغيرات في كيفية توصيل الدماغ وأثر على وظائفه السليمة.

بالإضافة إلى تحسين الذاكرة لدى الفئران المُسنّة، أدّى العلاج المُعزّز للأوعية الليمفاوية أيضًا إلى انخفاض مستويات IL-6، مُعيدًا بذلك نظام إلغاء الضوضاء في الدماغ.

تُشير النتائج إلى إمكانية تحسين صحة الأوعية الليمفاوية في الدماغ للحفاظ على القدرات الإدراكية أو استعادتها.