المخاطر الصحية للأم أثناء الحمل مرتبطة بارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال| دراسة

كشفت دراسة اجريت حديثا عن أن المخاطر الصحية للأم في أثناء فترة الحمل مرتبطة بارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال.
في التفاصيل، أظهرت دراسة جديدة أجرتها جامعة جنوب كاليفورنيا أن الأطفال الذين يولدون لأمهات يعانين من السمنة أو سكري الحمل أو اضطراب ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل لديهم ضغط دم انقباضي وانبساطي أعلى من الأطفال الذين يولدون لأمهات لا يعانين من عوامل الخطر هذه.
بين الأطفال الذين كانت أمهاتهم تعانين من عامل خطر واحد على الأقل، ارتفع ضغط الدم لديهم بوتيرة أسرع بين سن الثانية والثامنة عشرة مقارنةً بأقرانهم.
نُشرت النتائج، التي تشير إلى إمكانية بدء تدخلات علاج ضغط الدم منذ بداية الحمل، في مجلة JAMA Network Open.
في جميع أنحاء البلاد، تتدهور صحة القلب، حيث يُصيب ارتفاع ضغط الدم عددًا أكبر من الناس، ويظهر في مراحل مبكرة من العمر.
تشير الأدلة المتزايدة إلى أن مستويات ضغط الدم قد تتأثر بالنمو المبكر، حتى قبل الولادة.
لكن معظم الأبحاث المتعلقة بصحة قلب الأم والطفل ركزت على عوامل الخطر بشكل فردي، بدلًا من استكشاف دورها المشترك.

تفاصيل الدراسة
قامت دراسة جديدة من كلية كيك للطب بجامعة جنوب كاليفورنيا بفحص الروابط والتفاعلات بين صحة القلب والأوعية الدموية للأم أثناء الحمل وضغط دم طفلها حتى سن 18 عامًا.
تضمنت الدراسة ما يقرب من 30 عامًا من البيانات من 12480 زوجًا من الأم والطفل في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
قالت الدكتورة شهره فرزان، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "لا يزال أمامنا الكثير لنتعلمه حول كيفية منع تطور أمراض القلب والأوعية الدموية".
وأضافت: "إن العثور على العوامل التي يمكننا معالجتها أثناء الحمل والطفولة - وتنفيذ التدخلات المبكرة - قد يكون مفتاحًا لتغيير مسارات الصحة للأجيال القادمة".
وجدت فرزان وزملاؤها أن الأطفال الذين يولدون لأمهات لديهن عامل خطر واحد على الأقل لأمراض القلب والأوعية الدموية كان لديهم ضغط دم انقباضي (SBP) أعلى بمتوسط 4.88 نقطة مئوية من الأطفال الذين لم يكن لدى أمهاتهم عوامل خطر.
ارتفع متوسط ضغط الدم الانبساطي (DBP) بمقدار 1.90 نقطة مئوية، كما ارتفع ضغط الدم لدى الأطفال المولودين لأمهات لديهن عامل خطر واحد أو أكثر بشكل أسرع بين سن الثانية والثامنة عشرة.
وقال تشونج تشنج، المؤلف الأول للدراسة، إن النتائج يمكن أن تساعد في تشكيل جهود الوقاية على كلا طرفي المعادلة، بما في ذلك تغييرات نمط الحياة للنساء في سن الإنجاب وفحوصات ضغط الدم المبكرة للأطفال المعرضين للخطر.
نسب ضغط الدم
استخدم الباحثون بيانات جُمعت بين يناير 1994 ومارس 2023، تتضمن معلومات ديموغرافية وصحية عن 12480 زوجًا من الأمهات والأبناء من جميع أنحاء البلاد، نصفهم تقريبًا من غير البيض.
كان لدى ما يقرب من نصف الأمهات المشاركات في الدراسة عامل خطر واحد على الأقل لأمراض القلب الأيضية.
كانت السمنة الأكثر شيوعًا، حيث أصابت 3072 أمًّا، تليها اضطرابات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، والتي تشمل ارتفاع ضغط الدم الحملي، وتسمم الحمل، وحالات أخرى، ثم سكري الحمل الذي أصاب 805 أمهات.
بالنسبة للأطفال، استخدم الباحثون قراءات ضغط الدم لحساب النسب المئوية لضغط الدم الانقباضي وضغط الدم الانبساطي، والتي تقدر كيفية مقارنة ضغط دم الطفل بضغط دم أقرانه الذين هم من نفس العمر والجنس والطول.
أجرى الباحثون بعد ذلك تحليلًا إحصائيًا لدراسة كيفية ارتباط عوامل الخطر المرتبطة بالأم بارتفاع ضغط الدم لدى أطفالها لاحقًا، وراعوا متغيرات أخرى قد تؤثر على النتائج، بما في ذلك عمر الأم، والعرق/الأصل العرقي، والتعليم، والدخل، وعدد مرات الحمل السابقة، والتدخين أثناء الحمل.
ارتفاع ضغط الدم
في أول قراءة لضغط الدم، احتل الأطفال المولودون لأمهات لديهن أي عامل خطر لأمراض القلب والأوعية الدموية مرتبة أعلى في نسبة ضغط الدم الانقباضي (4.88 نقطة أعلى في المتوسط) ونسبة ضغط الدم الانقباضي (1.09 نقطة أعلى في المتوسط) من أقرانهم المولودين لأمهات ليس لديهن عوامل خطر.
واجه الأطفال المولودون لأمهات لديهن عاملان من عوامل الخطر ارتفاعًا في ضغط الدم. على سبيل المثال، عندما كانت الأمهات يعانين من السمنة وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، كان متوسط ضغط الدم الانقباضي لدى أطفالهن أعلى بمقدار 7.31 نقطة، ومتوسط ضغط الدم الانبساطي لديهم أعلى بمقدار 4.04 نقطة، مقارنةً بالأطفال الذين لم تكن لدى أمهاتهم عوامل خطر.
وكانت التأثيرات أكثر وضوحا لدى الإناث مقارنة بالذكور، ولدى الأطفال السود مقارنة بالمجموعات العرقية والإثنية الأخرى.
من بين الأطفال المشاركين في الدراسة، سُجِّلت قراءتان على الأقل لضغط الدم لدى 6015 طفلًا، مما سمح للباحثين بتقييم مدى ارتباط المخاطر التي تُعرِّضها الأم لتغيرات ضغط دم الطفل مع مرور الوقت.
ووجد الباحثون أن ضغط الدم الانقباضي (0.5 نقطة/سنة) وضغط الدم الانبساطي (0.7 نقطة/سنة) ارتفعا بسرعة أكبر بين سن الثانية والثامنة عشرة لدى الأطفال الذين وُجِد لدى أمهاتهم عامل خطر واحد على الأقل، مقارنةً بالأطفال الذين لم تُجِد أمهاتهم أي عوامل خطر.
الفحص والوقاية
تُظهر النتائج أنه بالإضافة إلى الفوائد المباشرة التي تعود على النساء، فإن تحسين صحة القلب والأوعية الدموية خلال سنوات الإنجاب يمكن أن يدعم أيضًا صحة الجيل القادم.