الدينوسوماب.. من دواء هشاشة العظام إلى علاج محتمل لسرطان الثدي

يُعدّ التعاون بين العلم والمجتمع أمرًا بالغ الأهمية للتقدم العلمي، لا سيما في مجالات الصحة والطب الحيوي التي يشارك فيها الباحثون الأساسيون والأطباء والمرضى، كما يتضح من النتائج الأولية لتجربة D-BIOMARK.

قد حللت هذه التجربة السريرية ضد سرطان الثدي الدور المُحتمل لدواء دينوسوماب في مكافحة الأورام، وهو دواء يُستخدم بالفعل في الوقاية من هشاشة العظام وآفات العظام المرتبطة بالنقائل.

كيف يعمل دواء دينوسوماب؟

يعمل دينوسوماب عن طريق تثبيط مسار RANK ، وهو مسار جزيئي تمت دراسته على نطاق واسع في علم الأورام بسبب علاقته بانتشار الورم وتقدمه، وخاصة في سرطان الثدي.

وفقًا لنتائج التجربة الأولية المنشورة في مجلة أبحاث سرطان الثدي، قد يعزز دينوسوماب الاستجابة المناعية المضادة للأورام عن طريق زيادة عدد الخلايا المناعية التي تتسلل إلى الورم لمكافحة السرطان.

ويستند هذا البحث إلى نتائج أولية واعدة في الأبحاث الأساسية وما قبل السريرية، تُظهر أن تثبيط مسار RANK قد يُساعد في إبطاء نمو الورم.

في العادة، يعمل زوج من بروتينات التمثيل الغذائي للعظام، RANK وRANKL، والذي يأخذ مسار RANK اسمه منه، كوسطاء للمعلومات التي توفرها هرمونات مثل البروجسترون وترسل إشارات أساسية من أجل التطور السليم للغدة الثديية.

ومع ذلك، إذا لم يعمل هذا المسار الجزيئي بشكل صحيح، فقد تبدأ الخلايا الثديية في التكاثر بشكل لا يمكن السيطرة عليه حتى ينشأ السرطان، وفقًا لنتائج دراسة سابقة.

تسعى مثبطات مسار RANK، مثل دينوسوماب، إلى قطع هذه السلسلة من الأحداث.

الهدف هو منع ظهور سرطان الثدي أو زيادة فعالية العلاج وتحسين تشخيص المرضى بعد تطوره.

إن إحدى مزايا استخدام مثبطات RANK، مثل دينوسوماب، هي أنها أدوية تمت الموافقة عليها بالفعل للاستخدام السريري، وبالتالي، تتمتع بملف سلامة راسخ، وآثارها الجانبية معروفة ويمكن إدارتها في الممارسة الروتينية.

تعزيز الاستجابة المناعية المضادة للأورام

أُجريت هذه التجربة السريرية لتقييم التأثيرات البيولوجية لدواء دينوسوماب على 60 امرأة مصابة بسرطان الثدي في مرحلة مبكرة.

ووفقًا للنتائج، على الرغم من أن دواء دينوسوماب لم يرتبط بانخفاض في تكاثر الخلايا السرطانية أو بقاءها على قيد الحياة، إلا أنه ارتبط بزيادة ملحوظة في الخلايا المناعية التي تتسلل إلى الورم.

وقد لوحظت هذه الزيادة في جميع أنواع سرطان الثدي الفرعية التي خضعت للتقييم، وخاصةً في أورام النوع ب اللمعية.

العلاجات المناعية

العلاج المناعي هو الاستراتيجية التي تُسهم في تقدم علاج السرطان ، وإن لم يكن بنفس القدر في جميع أنواع الأورام. في حالة أورام اللمعة من النوع ب، تكون معدلات الاستجابة منخفضة نسبيًا.

إن قدرة دينوسوماب على زيادة تسلل المناعة إلى الورم تفتح آفاقًا قيّمة للاهتمام السريري، وبناءً على هذه النتائج، أُطلقت تحليلات جديدة لمحاولة توضيح الآليات المشاركة في هذا التنشيط المناعي.

ويؤكد الباحثون وأطباء الأورام المشاركون في الدراسة أن هذه النتيجة يمكن تحقيقها بفضل التآزر بين العلوم الأساسية، التي درست لسنوات في المختبر تفاصيل دور مسار RANK في سرطان الثدي؛ والخبرة السريرية لأطباء الأورام الملتزمين بالبحث عن علاجات أفضل؛ وخاصة كرم والتزام المرضى الذين شاركوا في التجربة.