البلوغ المبكر يعزز خطر زيادة الوزن لاحقًا لدى الفتيات| دراسة

الفتيات اللواتي يدخلن سن البلوغ مبكرًا أكثر عرضة للإصابة بالسمنة في مراحل لاحقة من حياتهن، حتى لو لم يكنّ يعانين من السمنة في طفولتهن.
أظهرت دراسة جديدة من جامعة آرهوس ذلك، حيث حللت بيانات الطول والوزن والبلوغ لما يقرب من 13,000 طفل دنماركي. نُشرت النتائج في المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة.
بشكل عام، وجدوا أن الأطفال الذين دخلوا سن البلوغ مبكرًا لديهم مؤشر كتلة جسم أعلى قبل البلوغ وأثناءه وبعده".
ومع ذلك، تفاجئ الباحثين برؤية أن العلاقة بين البلوغ المبكر وارتفاع مؤشر كتلة الجسم في مرحلة البلوغ، والتي أظهرتها دراسات أخرى للأولاد، يمكن تفسيرها جزئيًا بحقيقة أن لديهم بالفعل مؤشر كتلة جسم أعلى قبل البلوغ".
فرصة فريدة لمتابعة الأطفال عن كثب
تستند الدراسة إلى دراسة "صحة أفضل عبر الأجيال" (BSIG)، حيث ربط الباحثون معلومات حول نمو البلوغ بأكثر من 136,000 قياس للطول والوزن من السجلات المدرسية والطبية، وغيرها.
تمت متابعة الأطفال عن كثب من سن 7 إلى 18 عامًا، وهي طريقة تختلف اختلافًا كبيرًا عن الأبحاث السابقة في هذا المجال.

اقتصرت معظم الدراسات السابقة على قياس واحد لمؤشر كتلة الجسم ومؤشر واحد للبلوغ، مثل سن بدء الحيض. هذا جعل من الصعب التوصل إلى أي استنتاج قاطع حول كيفية ارتباط الوزن ونمو البلوغ مع مرور الوقت.
توضح البروفيسورة سيسيليا هوست راملاو هانسن، التي أجرت أبحاثًا حول نمو البلوغ لأكثر من عشر سنوات، وهي من المؤلفين الرئيسيين للدراسة: "ما يميز دراستنا هو قدرتنا على تتبع مؤشر كتلة الجسم ونمو البلوغ على مدى عدة سنوات. لدينا العديد من مراحل البلوغ المختلفة، ويمكننا مقارنتها بمؤشر كتلة الجسم في مراحل عديدة من الطفولة والمراهقة".
الاختلافات البيولوجية بين الجنسين
تُظهر النتائج أن الفتيات اللواتي يعانين من البلوغ المبكر لديهن مؤشر كتلة جسم أعلى في مرحلة البلوغ، حتى لو كنّ يتمتعن بوزن طبيعي في مرحلة الطفولة.
يشير هذا إلى وجود اختلاف بيولوجي بين الجنسين يجعل الفتيات أكثر عرضة لتأثير البلوغ المبكر على الوزن.
بالنسبة للأولاد، لم يكن هناك سوى تأثير طفيف مستقل لسن البلوغ عندما أخذ الباحثون مؤشر كتلة الجسم في الاعتبار في سن السابعة. وبالتالي، فإن نموهم يتبع بشكل أدق النمط المتوقع بناءً على وزنهم في مرحلة الطفولة.
يقول الأستاذ المشارك نيس بريكس، وهو أيضًا أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة: "نلاحظ أقوى إشارة لدى الفتيات، وقد يكون هذا بسبب اختلاف بيولوجي حقيقي بين الجنسين. من المحتمل أن يكون للتغيرات الهرمونية التي تمر بها الفتيات خلال فترة البلوغ تأثير أكبر على تخزين الدهون واستقلابها في الجسم، وبالتالي تزيد من خطر زيادة الوزن في وقت لاحق من الحياة".
وذكرت جامل-سورنسن، أن من المهم أن يدرك ممرضو المدارس وغيرهم من المهنيين أن البلوغ المبكر يزيد من خطر الإصابة، خاصةً لدى الفتيات اللاتي لديهن مؤشر كتلة جسم أعلى خلال فترة المراهقة وفي مرحلة الشباب
مع ذلك، يؤكد الباحثون أن هذه الاختلافات طفيفة، لذا لا ينبغي أن تثير قلق الأفراد.