الخميس 22 مايو 2025 الموافق 24 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

ما العلاقة بين الاكتئاب والألم الجسدي؟

الأربعاء 21/مايو/2025 - 02:40 م
الاكتئاب
الاكتئاب


أظهرت دراسة جديدة أن البالغين في منتصف العمر وكبار السن الذين يعانون من الألم هم أكثر عرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب المتفاقمة لمدة تصل إلى 8 سنوات قبل بدء الألم.

وتشير الدراسة، التي نشرت في مجلة eClinicalMedicine، إلى أن علاج الاكتئاب بين هذه الفئة العمرية قد يساعد في منع أو تقليل الآلام والأوجاع اللاحقة.

تفاصيل الدراسة

قام الباحثون بمقارنة بيانات المسح من 3668 من البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا والذين غالبًا ما يعانون من آلام متوسطة إلى شديدة مع مجموعة مطابقة من نفس العدد الذين لم يعانوا من ذلك.

وفي مجموعة الألم، وجد الباحثون أن أعراض الاكتئاب ساءت بسرعة في السنوات الثماني التي سبقت الألم، وبلغت ذروتها عند بداية الألم، وظلت مرتفعة في السنوات التي تلته، بينما في المجموعة غير المصابة بالألم كانت أعراض الاكتئاب أقل حدة، وأقل انتشارا، وثابتة نسبيا.

ووجد الباحثون اتجاها مماثلا للشعور بالوحدة، والذي زاد في السنوات التي سبقت وسنوات بعد ظهور الألم، لكنه بقي منخفضا وثابتا نسبيا بالنسبة لأولئك في المجموعة غير المصابة بالألم.

ورغم عدم تحديد سبب الألم، قال معظم المشاركين إنهم يعانون من آلام في الظهر، أو الركبة، أو الورك، أو القدم.

قالت الدكتورة ميكايلا بلومبرج، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "من المعروف أن الألم والاكتئاب مرتبطان، حيث يُفاقم كل منهما الآخر. لكننا لا نعرف توقيت ظهور هذه الحالات المرتبطة".

وأضافت: "تُظهر دراستنا أن أعراض الاكتئاب والشعور بالوحدة تتفاقم قبل وقت طويل من بدء الألم، وهذا مهم لأنه يشير إلى إمكانية أن يُسهم الدعم النفسي والاجتماعي المُبكر في تخفيف الألم أو تأخيره لاحقًا".

يمكن لعوامل مثل الاكتئاب والوحدة أن تُسهم في الألم من خلال آليات متعددة، فبتحفيز التوتر، قد تزيد هذه العوامل الالتهاب، مما قد يؤدي إلى الألم.

كما قد تزيد من حساسية الألم بتغيير الاستجابات المناعية واختلال نظامنا العصبي اللاإرادي، وهو شبكة الأعصاب التي تتحكم في العمليات اللاواعية مثل استجابة "القتال أو الهروب".

تُسلّط النتائج الضوء على أهمية التعامل مع الألم ليس فقط من منظور بيولوجي، فقد تكون تدخلات الصحة النفسية مهمة أيضًا.

استخدمت الدراسة بيانات تغطي 21 عامًا من الدراسة الطولية الإنجليزية للشيخوخة (ELSA)، والتي تجيب فيها عينة من السكان الممثلين على المستوى الوطني في إنجلترا على مجموعة واسعة من الأسئلة كل عامين.

وجد فريق البحث أن الزيادة الحادة في أعراض الاكتئاب بين المشاركين الذين عانوا من الألم كانت أكبر بين الأشخاص الأقل تعليمًا وثراءً.

ورجّح الباحثون أن يعود ذلك جزئيًا إلى قلة الموارد المتاحة لهؤلاء الأفراد لدعم صحتهم النفسية وإدارة الألم.

وقال الفريق إن هذه النتيجة تشير إلى الحاجة إلى إعطاء الأولوية للفئات السكانية الضعيفة ذات الموارد الاجتماعية والاقتصادية الأقل من خلال برامج الصحة العقلية ودعم المجتمع التي يمكن الوصول إليها.

كما قام الباحثون بالتحقيق فيما إذا كان هناك رابط بين العزلة الاجتماعية وتجارب الألم، ولكن على عكس ما حدث مع الوحدة، وجدوا فرقًا ضئيلًا في العزلة الاجتماعية بين مجموعات الألم وغير الألم.

في حين أن الوحدة شعورٌ ذاتيٌّ بنقص الروابط الاجتماعية، فإن العزلة الاجتماعية تُشير إلى نقصٍ موضوعيٍّ في التواصل مع الأصدقاء والعائلة.

وأشار الفريق إلى أن جودة العلاقات، لا كميتها أو مستويات التفاعل الاجتماعي، قد تكون عاملًا مؤثرًا في التخفيف من الألم والاكتئاب.

أفاد ثلاثة أرباع المشاركين في الدراسة ضمن مجموعة الألم بشعورهم بألم في الظهر أو الركبة أو الورك أو القدم.

أما من بين الباقين، فأفاد 1.9% بألم في جميع أنحاء الجسم، و0.5% بألم في الفم أو الأسنان، و20.7% بألم في أماكن أخرى.

من بين قيود الدراسة، لاحظ فريق البحث أن غالبية المشاركين من البيض، مما يعكس تعداد سكان إنجلترا في تلك الفئة العمرية.

وأشاروا إلى أن الأبحاث المستقبلية ستحدد ما إذا كانت النتائج متشابهة بالنسبة للفئات الأصغر سنًا وتلك ذات التنوع العرقي والإثني الأكبر.

حذّر الباحثون من أن بيانات المسح لم تُميّز بين الألم والألم المزمن.

ومع ذلك، فقد توصلوا إلى نتائج متسقة عندما اقتصر التحليل على المشاركين الذين أبلغوا عن معاناتهم من الألم في مسوحات متتالية بفارق عامين، مما يُشير إلى أن النتائج تنطبق على الألم المزمن.

وقد قام الفريق بتعديل مجموعة واسعة من العوامل التي ربما تكون قد أثرت على النتائج - بما في ذلك جنس المشارك، والعمر، وسنة الميلاد، والتعليم، والثروة، والظروف الصحية طويلة الأمد، ومستوى النشاط البدني، وحالة التدخين.