الخميس 05 يونيو 2025 الموافق 09 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

لقاحات المستقبل.. هل تسخر الجهاز المناعي لتوفير حماية طويلة الأمد؟

الأحد 25/مايو/2025 - 01:08 م
 الجهاز المناعي
الجهاز المناعي


اكتشف علماء طريقة جديدة واعدة لتعزيز فعالية اللقاحات من خلال الاستفادة من إمكانات نوع معين من الخلايا المناعية، مما يفتح الباب أمام لقاحات طويلة الأمد للفيروسات وعلاجات السرطان المحسنة.

استخدمت الدراسة نهجًا جديدًا مقترنًا بتكنولوجيا لقاح mRNA المتطورة لزيادة تكوين نوع من الخلايا التائية التي تتمتع بقدرة كبيرة على تجديد نفسها ويمكنها تذكر التهديدات لسنوات وحتى عقود.

كشفت دراسة أجريت على الفئران ونشرت في مجلة الطب التجريبي، عن طريقة جديدة لتعزيز خلايا الذاكرة الشبيهة بالخلايا الجذعية CD8 + T بعد التطعيم، مما يشير إلى مستقبل حيث يمكن الوقاية من المزيد من الأمراض وعلاجها باللقاحات، وحيث لم تعد هناك حاجة إلى تعزيز اللقاحات بشكل منتظم.

اللقاحات الفائقة

إن اللقاحات هي الطب الوقائي الأكثر فعالية في التاريخ وتستمر في إنقاذ ملايين الأرواح كل عام.

على الرغم من نجاحها الباهر، غالبًا ما تعتمد اللقاحات على الأجسام المضادة لحماية المناعة.

تتلاشى هذه الأجسام المضادة طبيعيًا بمرور الوقت، مما يستدعي تناول جرعات معززة لضمان مناعة أقوى، مثل تلك التي نتلقاها للوقاية من كوفيد-19 والتيتانوس.

تستهدف الأجسام المضادة سطح الفيروس أو الخلية السرطانية، وعندما تتغير هذه الأجسام، كما هو الحال في الفيروسات سريعة التحور مثل الإنفلونزا وكوفيد-19، نحتاج إلى جرعات معززة منتظمة تستهدف المتحورات الجديدة المنتشرة.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، البروفيسورة جوانا جروم، إن نوعًا محددًا من الخلايا المناعية أظهر وعدًا استثنائيًا في التغلب على هاتين العقبتين.

وأضافت: "اعتقدنا منذ فترة أن خلايا الذاكرة التائية CD8 + الشبيهة بالخلايا الجذعية ترتبط بحماية طويلة الأمد، وهذه الدراسة هي الأولى التي تثبت هذه الفائدة".

تمتلك الخلايا التائية CD8 + الشبيهة بالخلايا الجذعية القدرة على "تذكر" العدوى السابقة والاستجابة بسرعة للتهديدات.

وقد استخدم الفريق تعديل المناعة لضبط الاستجابات المناعية على المستوى الخلوي، إلى جانب تقنية لقاح mRNA لتعزيز إنتاج هذه الخلايا القوية في الفئران.

تتميز لقاحات mRNA، مثل تلك المستخدمة للحماية من مرض كوفيد-19، بقدرتها العالية على التكيف ويمكن إنتاجها بسرعة لمواجهة التهديدات الفيروسية الجديدة والناشئة، مما يجعلها أداة واعدة للغاية لتطوير اللقاحات.

وقالت البروفيسور جروم: "النتائج مذهلة حقًا - كنا متحمسين للغاية لفعالية استراتيجيتنا الجديدة في تعزيز هذه الخلايا".

وأضافت: "نهجنا قادر على تقليل الحاجة إلى جرعات معززة متكررة، مع الحفاظ على مناعة قوية ودائمة. ويمثل تحفيز خلايا الذاكرة التائية CD8 + الشبيهة بالخلايا الجذعية التحدي الكبير القادم لتحسين اللقاحات، ونحن متحمسون لتقريب هذا المستقبل".

إمكانية تطوير لقاح للسرطان

وبالإضافة إلى الفيروسات، فإن زيادة أعداد هذه الخلايا ترتبط بتحسن نتائج علاج السرطان.

وأوضح الباحثون أن هذا يشير إلى أن النتائج يمكن أن تفيد في تطوير علاجات مناعية جديدة للسرطان.

وقال الباحثون: "نعلم أن الجسم يحتاج هذه الخلايا للقضاء على الخلايا السرطانية ، ويركز مختبرنا الآن على تطبيق النهج المستخدم في هذه الدراسة لتعزيز الخلايا التائية CD8 + الشبيهة بالخلايا الجذعية لمكافحة السرطان".

وأضافوا: "سيُحدث لقاح علاجي للسرطان نقلة نوعية، ونحن متفائلون بشأن مستقبل هذا البحث".