الأحد 01 يونيو 2025 الموافق 05 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

الاحتباس الحراري قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان لدى النساء| دراسة

الثلاثاء 27/مايو/2025 - 03:42 م
السرطان.. أرشيفية
السرطان.. أرشيفية


توصل العلماء إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تؤدي إلى زيادة ملحوظة في معدلات انتشار سرطان الثدي والمبيض والرحم وعنق الرحم، مع ارتفاع تدريجي في درجة الشراسة. 

على الرغم من أن الزيادات طفيفة، فإنها تؤكد وجود علاقة ذات دلالة إحصائية، مما يوضح تزايد الخطر على الصحة العامة مع مرور الزمن.

وأوضحت الدكتورة وفاء أبو الخير مطرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والمؤلفة الرئيسية للدراسة المنشورة بمجلة "فرونتيرز إن بابليك هيلث"، أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى ارتفاع نسب الوفيات من السرطان بين النساء، وبالأخص سرطاني المبيض والثدي. 

وأضافت أن تأثير كل درجة مئوية يبقى محدودًا، لكن أثره التراكمي يُعد كبيرًا وخطيرًا على الصحة العامة.

بيئة غير صحية

يمثل تغير المناخ تهديدًا للصحة العالمية من خلال رفع درجات الحرارة وتدهور الأمن الغذائي والمائي، وتردي جودة الهواء، الأمر الذي يزيد من عبء الأمراض والوفيات، كما أن الكوارث الطبيعية والظروف الجوية غير المتوقعة تعطل البنية التحتية، بما يشمل أنظمة الرعاية الصحية الأساسية.

وفيما يخص السرطان، فإن ذلك قد يفاقم التعرض لعوامل الخطر مثل السموم البيئية، ويقلل من فرص الكشف المبكر والعلاج السريع، مما قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في حالات السرطانات الخطيرة، رغم أن قياس هذا التأثير بدقة يظل تحديًا.

وقد استهدف الباحثون دراسة تأثيرات تغير المناخ على إصابة النساء بالسرطان في 17 دولة من المنطقة، تشمل الجزائر، مصر، إيران، العراق، لبنان، المغرب، السعودية، وسوريا وغيرها، وهي دول تتأثر بشكل كبير بالحرارة المتزايدة، حيث قاموا بجمع وتحليل بيانات عن نسب انتشار ووفيات السرطان بين عامي 1998 و2019، وربطوها بالتغيرات المناخية.

وأشار الدكتور سونغسو تشون، أحد الباحثين من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، إلى أن النساء يواجهن مخاطر صحية أكثر من الرجال نتيجة للمناخ، خاصة خلال الحمل، بسبب ضعف الحماية التي يتعرضن لها، بالإضافة إلى أن عدم المساواة يحد من فرص الحصول على الرعاية الصحية، مما يعزز من خطر تدهور الحالة الصحية للنساء المهمشات، ويؤدي إلى تفاقم النتائج السلبية.

النتائج وأثرها

أظهر التحليل أن معدل انتشار أنواع السرطان زاد بمعدل يتراوح بين 173 و280 حالة لكل 100,000 شخص مع كل زيادة درجة مئوية واحدة، مع ملاحظة أن سرطان المبيض كان الأكثر ارتفاعًا، فيما كانت زيادة سرطان الثدي أقل، بينما ارتفعت معدلات الوفيات بين 171 و332 حالة وفاة، مع أكبر زيادة لسرطان المبيض وتقليلها في سرطان عنق الرحم.

وبينما تركزت الزيادات في بعض الدول مثل قطر، البحرين، الأردن، السعودية، الإمارات، وسوريا، تباينت الزيادات بين بلد وآخر، حيث بلغ نمو معدل سرطان الثدي في قطر 560 حالة لكل 100,000 مع كل درجة مئوية، مقابل 330 في البحرين فقط. ويُعزى ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة الصيفية أو عوامل أخرى غير مرصودة.

وأفاد الباحثون أن تأثير ارتفاع درجة الحرارة يختلف بين البلدان، مع احتمالية وجود عوامل إضافية كالملوثات المسرطنة الناتجة عن تلوث الهواء، والتي قد تُسهم أيضًا في زيادة الخطر.

وقال الدكتور تشون: "يُحتمل أن تتعدد مسارات تأثير ارتفاع درجة الحرارة، فهي تزيد من التعرض لعوامل مسرطنة، وتُعطل الرعاية الصحية، وقد تؤثر على العمليات البيولوجية على مستوى الخلايا. وكل هذه الآليات مجتمعة قد ترفع من احتمالية الإصابة بالسرطان مع الزمن."

ورغم أن ارتفاع المعدلات قد يُعزى أحيانًا إلى تحسين برامج الفحص، إلا أن استمرار ارتفاع الوفيات يوضح أن العامل الأساسي هو زيادة التعرض لعوامل الخطر المرتبطة بالمناخ بشكل عام.

وحذر الباحث ماتاريا: "هذه الدراسة لا تثبت علاقة سببية مباشرة، لكن الروابط الثابتة في عدة بلدان وأنواع السرطانات تُشجع على إجراء دراسات أعمق لتعزيز الفهم."

وفي ختام حديثه، أكد أن من الضروري أخذ مخاطر التغير المناخي في الاعتبار عند وضع استراتيجيات الصحة العامة، حيث قال تشون: "تعزيز برامج الكشف المبكر، وبناء نظم صحية تتكيف مع التغير المناخي، والحد من التعرض للمركبات المسرطنة في البيئة، كلها خطوات