نتائج واعدة لدواء جديد في مكافحة سرطان الدماغ القاتل

يمكن أن يمثل جزيء مصمم في المختبر تم تطويره ودراسته على نطاق واسع تقدمًا كبيرًا في إبطاء تكرار الورم في الورم الأرومي الدبقي، وهو شكل عدواني وقاتل من سرطان الدماغ.
في دراسة نُشرت في مجلة Cell Death and Disease، حدد الباحثون سمة غير معروفة سابقًا في خلايا السرطان، تُبشّر بإمكانية تطبيق علاج واعد.
وشرح الفريق آلية عمل وفعالية الدواء التجريبي المعروف باسم JM2، كاشفين عن إمكاناته كعلاج ببتيدي يستهدف خلايا السرطان القادرة على التجدد والنمو، حتى بعد العلاج الكيميائي والإشعاعي.

الورم الأرومي الدبقي
يُعد الورم الأرومي الدبقي، وهو الشكل الأكثر شيوعًا لأورام الدماغ الخبيثة، صعب العلاج بشكل خاص. يبلغ متوسط البقاء على قيد الحياة بعد التشخيص ما يزيد قليلاً عن 14 شهرًا.
يتضمن العلاج عادةً إزالة أكبر قدر ممكن من الورم جراحيًا، يليه العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي بدواء تيموزولوميد.
ومع ذلك، يتكرر ظهور الورم الأرومي الدبقي دائمًا بسبب وجود خلايا جذعية مقاومة للعلاج. يمكن لهذه الخلايا السرطانية البقاء على قيد الحياة، حتى بعد العلاجات التقليدية، مما يؤدي إلى نمو الورم مجددًا.
قال سامي لامويل، المؤلف المراسل للدراسة: "يمكن للخلايا الجذعية لورم الدماغ أن تتكيف بسهولة مع بيئتها وعلاجها".
يمكن لهذه الخلايا أن تبقى خاملة، ثم تنشط في مرحلة ما، ثم تعيد بناء الورم، ومن الضروري إيجاد طريقة لاستهداف هذه المجموعة من خلايا السرطان.
يدرس مختبر لامويل كيفية تواصل الخلايا السرطانية مع بعضها البعض ومع البيئة المحيطة بها، مع التركيز بشكل خاص على البروتين كونيكسين 43.
يلعب هذا البروتين دورًا رئيسيًا في تكوين الوصلات الفجوية، التي تمكن من التواصل المباشر بين الخلايا.
قال لامويل: "يلعب كونيكسين 43 دورًا معقدًا في السرطان، فبحسب تعبيره وموقعه في الخلايا السرطانية، يمكنه تثبيط نمو السرطان ودعمه في آنٍ واحد".
وفي إطار تجاربه على الخلايا الجذعية الشبيهة بالخلايا الجذعية لسرطان الدماغ المزروعة في المختبر، اتجه لامويل إلى المجهر فائق الدقة، وهي تقنية قوية تسمح للباحثين بتصور البروتينات وتحديد موقعها على نطاق النانو.
يتخصص الأستاذ المشارك جيمس سميث في هذه التقنية لدراسة الوصلات الفجوية وبروتينات الكونيكسين في أمراض القلب، وقد اكتشفا معًا لأول مرة أن الكونيكسين 43 يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأنابيب الدقيقة في هذه الخلايا، حيث يزينها على طولها.
وبناءً على هذا الاكتشاف، توصل لامويل إلى فكرة استخدام JM2، وهو ببتيد مشتق من كونيكسين 43 يحاكي مجال التفاعل مع الأنابيب الدقيقة في كونيكسين 43، لاستكشاف دوره بشكل أكبر في الخلايا الجذعية للأورام الدبقية.
قال لامويل: "عندما اختبرنا JM2 في الخلايا الجذعية الشبيهة بأورام الدماغ، كانت تلك اللحظة الأكثر إثارة، لم يقتصر الأمر على تعطيل تفاعل كونيكسين 43 مع الأنابيب الدقيقة بكفاءة، بل كان JM2 سامًا بشكل خاص لهذه الخلايا تحديدًا، تاركًا خلايا الدماغ السليمة سليمة".
وقد تم تحقيق هذا التأثير دون التأثير على الوظائف الحيوية الأخرى لـ Connexin 43.
وإلى جانب الورم الأرومي الدبقي، يمثل هذا العمل خطوة مهمة نحو تحديد وظيفة جديدة مسببة للورم للبروتين كونيكسين 43.
من خلال إجراء المزيد من الاختبارات على كلٍّ من مزارع الخلايا والكائنات الحية، وجد الباحثون أن JM2 يُعطّل الحفاظ على خلايا السرطان المقاومة للعلاج في التجارب المعملية، ويُبطئ نمو الورم بشكل ملحوظ في النماذج الحيوانية.
تدعم هذه النتائج JM2 كدواء جديد واعد قائم على الببتيد لاستهداف الخلايا الجذعية للأورام الدبقية التي تُحفّز عودة الورم بعد العلاج.
وفي حين أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتطوير العلاج للاستخدام وتحديد ما إذا كان آمنًا وفعالًا في البشر، فإن النتائج السريرية تشير إلى أن الجمع بين JM2 والعلاج الكيميائي يمكن أن يحسن بقاء المرضى عن طريق إبطاء تكرار المرض.
ولتطوير هذا النهج، يقوم لامويل الآن بتجربة آليات توصيل جديدة تستهدف على وجه التحديد ببتيد JM2 إلى خلايا الورم الأرومي الدبقي، بما في ذلك الجسيمات النانوية القابلة للتحلل الحيوي والناقلات الفيروسية.