الخميس 05 يونيو 2025 الموافق 09 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

ضعف الأوعية الدموية مرتبط بهزال العضلات في السرطان

الإثنين 02/يونيو/2025 - 02:52 م
السرطان
السرطان


قد يكون الخلل في الأوعية الدموية العضلية هو السبب في ضعف العضلات وفقدان الوزن الذي يعاني منه معظم مرضى السرطان، وفقًا لدراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة إلينوي في شيكاغو.

وقال الدكتور جاليس رحمن، المؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة، إن هذا الاكتشاف قد يساعد الناجين من السرطان على استعادة قوة عضلاتهم، مما قد يساهم في تحقيق نتائج أفضل لهؤلاء المرضى.

الهزال العضلي

يعاني ما يصل إلى 80% من مرضى السرطان من ضمور العضلات، المعروف باسم الهزال العضلي، وهو أحد المضاعفات المنهكة التي تتسم بالتعب الشديد وفقدان الوزن وانعدام الشهية.

وقال رحمن: "إنها واحدة من العوامل الرئيسية التي تحدد النتائج السيئة لدى الناجين من السرطان ، إذا كانوا غير قادرين على المشاركة في أنشطة الحياة اليومية لأنهم فقدوا الكثير من قوة عضلاتهم".

مع تطور السرطان، يمكن لجزيء ورمي يدور في مجرى الدم أن يُفعّل "مفتاحًا جزيئيًا" في خلايا الأوعية الدموية العضلية، مما يُسبب خللًا في وظائفها، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة "نيتشر كانسر ".

ومع ذلك، يُمكن استعادة صحة الأوعية الدموية بتفعيل هذا المفتاح الجزيئي، وبالتالي عكس مسار ضمور العضلات.

قال رحمن إنه لا يوجد علاج معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للهزال، ولا يبدو أن خطط العلاج الشائعة التي تركز على التغذية وممارسة الرياضة كافية.

ركزت الدراسات السابقة على الهزال على كيفية تسبب الاستجابة المناعية التي تؤدي إلى التهاب العضلات في حدوث هذه الحالة.

وقال يونج مي كيم، المؤلف الأول للدراسة: "عندما بدأنا هذا المشروع، لم يكن معروفًا الكثير عن كيفية تأثير الأوعية الدموية على كتلة العضلات أو قوتها في حالة الهزال".

الأوعية الدموية هي الطرق السريعة في الجسم، إذ تنقل العناصر الغذائية والأكسجين إلى الأعضاء، بما فيها العضلات، كما أنها تساهم في وظائف الأعضاء الأساسية وصحتها.

يقول رحمن: "إنها أكثر من مجرد قنوات سلبية؛ فهي تساعد في توجيه أعضائنا وأنسجتنا".

استخدم الباحثون نموذجًا حيوانيًا لسرطان البنكرياس لمقارنة الأوعية الدموية في العضلات المريضة والهزيلة والعضلات السليمة، وباستخدام مجهر ثلاثي الأبعاد عالي الدقة، أظهروا أن العضلات الهزيلة تحتوي على عدد أقل من الأوعية الدموية مقارنةً بالعضلات السليمة.

وجد الباحثون أيضًا أن هذه العضلات كانت أقل كتلةً وأليافًا أرق، ولم تتمكن من الأداء بنفس الجودة في اختبارات القوة، وحدث الشيء نفسه عند دراسة نماذج لسرطانات أخرى، بما في ذلك سرطان القولون ، وسرطان الرئة ، وسرطان الجلد، وعند اختبار عينات عضلية من مرضى السرطان .

بعد ذلك، حلل الباحثون الجينات في الخلايا المبطنة للأوعية الدموية للعضلات، والمعروفة بالخلايا البطانية.

وأوضح كيم أن الخلايا البطانية للعضلات الهزيلة كانت أكثر شيخوخةً وتسربًا وعرضةً للموت من تلك الموجودة في العضلات السليمة.

وقال رحمن: "كلما زاد الخلل الوعائي، كلما بدا أن العضلة تعاني أكثر".

وجد الباحثون أن جزيئًا يُسمى أكتيفين أ كان أكثر انتشارًا في الخلايا البطانية المصابة بهزال السرطان مقارنةً بالخلايا السليمة.

وقد أدى هذا الارتفاع في أكتيفين أ إلى تثبيط التعبير عن بروتين مهم يُسمى PGC1α، ووجد الباحثون أن إعادة تفعيل PGC1α استعاد صحة الأوعية الدموية، وبالتالي حسّن قوة العضلات.

ويعمل رحمن وزملاؤه على تطوير علاجات يمكنها استهداف PGC1α وactivin A كعلاجات للضمور العضلي في السرطان.