الخميس 05 يونيو 2025 الموافق 09 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

في شهر الفخر | 7 شركات دواء عالمية تدعم مجتمع الميم أو المثليين.. ماذا عن فروعها في مصر؟

الثلاثاء 03/يونيو/2025 - 09:15 م
علامات بعض شركات
علامات بعض شركات الأدوية متعددة الجنسيات


أثار تبنى مجموعة من شركات الأدوية متعددة الجنسيات، سياسات معلنة لدعم مجتمع الميم أو المثليين (LGBTQ+) تحت مظلة “التنوع والشمول”، في إطار ما تصفه هذه الشركات بمساعيها لخلق بيئة عمل أكثر عدالة وتقبلًا لكافة الهويات الجندرية والميل الجنسي، موجة من الجدل في عدد من الدول ذات الخلفيات الثقافية المحافظة، ومن بينها مصر.

ورغم التزام فروع هذه الشركات محليًا بالمعايير المجتمعية والعادات الراسخة، فإن تبعيتها الإدارية والمالية للشركات الأم في أوروبا والولايات المتحدة يطرح تساؤلات أخلاقية ومجتمعية حول مدى استقلالية السياسات المحلية، وطبيعة استخدام أرباح السوق المصري في تمويل مبادرات لا تحظى بإجماع شعبي أو ثقافي في المنطقة.

من تغيير الشعارات إلى التأمين الطبي للمتحولين جنسيًا

في يونيو من كل عام، والذي يُعرف عالميًا باسم “شهر الفخر”، تطلق هذه الشركات مبادرات داعمة لمجتمع الميم تتنوع بين تغيير شعاراتها على وسائل التواصل الاجتماعي إلى ألوان قوس قزح، وتنظيم فعاليات داخلية، وتقديم دعم مالي وإعلاني لحملات التوعية والمساواة.

من أبرز هذه الشركات: فايزر، نوفارتس، سانوفي، جونسون آند جونسون، جلاكسو سميث كلاين (GSK)، موديرنا، وشركة Centrum التابعة لمجموعة Haleon، وقد نشرت بعضها، ألوان قوس قزح في خلفية شعار الشركة على صفحاتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، وأبرزهم نوفارتس وسانوفي وفايزر، إضافة إلى نشر مقاطع فيديو لموظفيهم داخل بيئة العمل تحتفي بالتنوع والاندماج.

وفي بعض الحالات، واجهت هذه المبادرات اعتراضات من أطباء على وسائل التواصل الاجتماعي، وصلت إلى المطالبة بعدم وصف أدوية بعض هذه الشركات، تحديدًا نوفارتس، كرد فعل على ما اعتبروه "مواقف أيديولوجية لا علاقة لها بالدواء".

تأمين طبي لتغطية عمليات التصحيح الجنسي

لا يقتصر الدعم المؤسسي على الشعارات الرمزية فقط، فشركة نوفارتس مثلًا تمتلك مجموعة موظفين داخلية تُعرف باسم AGLO (شبكة المثليين وحلفائهم)، تنشط في مقارها العالمية، وتوفر بيئة داعمة وتوعية للعاملين، كما توفر الشركة مزايا تأمينية تشمل تغطية الشركاء من نفس الجنس، بالإضافة إلى تغطية كاملة لعمليات “تصحيح النوع الاجتماعي”.

أما شركة فايزر، فقد أعلنت في عام 2021 حصولها على تصنيف “أفضل أماكن العمل لمجتمع الميم” للعام الثامن عشر على التوالي من قبل مؤسسة حملة حقوق الإنسان (HRC)، مشيرة إلى أن خطتها التأمينية للموظفين تغطي نفقات تصل إلى 20 ألف دولار لعمليات التحول الجنسي، بما يشمل عمليات جراحية مثل تأنيث الوجه، تعديل الصوت، إزالة تفاحة آدم، وتجميل الثدي، وفقًا لمعايير “الرابطة العالمية لمهنيي الصحة المتحولة جنسيًا” (WPATH).

حملات إعلانية وجوائز للشمولية

شركة Centrum من جهتها أطلقت بالتعاون مع وكالة “Preen” حملة إعلانية بعنوان “However You Love، Love Yourself” تحتفي بالحب والتنوع، وحصلت الحملة على جائزة “Outvertising Accelerator Award” لترويجها الإيجابي لصورة مجتمع الميم، كما نشرت الشركة في يونيو 2022 رسالة علنية عبر صفحتها على فيسبوك تعلن فيها دعمها الكامل لهذا المجتمع.

شركات مثل جونسون آند جونسون، GSK، وموديرنا، أيضًا بادروا إلى إنشاء مجموعات دعم داخلية مثل “Spectrum” و"Rainbow Alliance"، وتُشارك بانتظام في فعاليات شهر الفخر، وتنظم ورشًا وندوات لرفع وعي الموظفين، إلى جانب إدخال تعديلات على سياسات الموارد البشرية تعترف بالهوية الجندرية والميول الجنسية، وتقدم مزايا تأمينية مخصصة للموظفين المتحولين جنسيًا.

هذه السياسات، التي تحظى بترحيب في بعض الأوساط الغربية، تواجه تساؤلات وانتقادات في الدول التي لا تعترف قانونيًا أو اجتماعيًا بمفاهيم الهوية الجندرية أو الزواج من نفس الجنس، ومن بينها مصر، ورغم أن الفروع المحلية لهذه الشركات لا تُظهر علنًا أي تبنٍ لتلك المبادرات، إلا أن ارتباطها بالشركات الأم يفتح بابًا للنقاش حول طبيعة العلاقة بين الأرباح المحلية والمبادرات العالمية، وحدود المسؤولية الاجتماعية للشركات متعددة الجنسيات