أورام الدماغ ليست سرطانية دائمًا.. تعرف على الفرق بين الأورام الحميدة والخبيثة

عندما يصادف معظم الناس مصطلح "ورم الدماغ"، يربطونه فورًا بالسرطان، في أغلب الأحيان، يُنظر إلى الورم والسرطان على أنهما اسمان مترادفان يُطلقان على نفس الحالة، ومع ذلك، هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، يمكن تصنيف أورام الدماغ إلى أكثر من 50 نوعًا، وليست جميعها سرطانية.
وفقًا للجمعية الوطنية لأورام الدماغ (NBTS)، فإن حوالي 72% من جميع الأورام غير سرطانية بطبيعتها، إن فهم الفرق بين الأورام الحميدة والخبيثة ضروري لاتخاذ قرارات مستنيرة، والتدخل في الوقت المناسب، وتقليل الذعر غير المبرر.
فك رموز أورام الدماغ وأنواعها
أن ورم الدماغ يمكن تعريفه بأنه نمو غير طبيعي داخل خلايا الدماغ. يتجلى من خلال أعراض مختلفة مثل الغثيان غير المبرر، والدوار، ومشاكل الرؤية، وتغيرات في أنماط الكلام، وغيرها من التغيرات السلوكية والإدراكية، يمكن تصنيف الأورام بشكل عام إلى أورام حميدة وخبيثة.
أورام الدماغ الحميدة هي أورام غير سرطانية، تتوسع عادةً ببطء وتبقى محصورة في منطقة واحدة، لا تُصيب الأنسجة المجاورة أو أعضاء الجسم الأخرى.
يُعد الورم السحائي أكثر أورام الدماغ الحميدة شيوعًا، حيث يُمثل أكثر من 30% من جميع أورام الدماغ، ومن الأمثلة الأخرى أورام الغدة النخامية وأورام العصب السمعي.
على الرغم من كونها غير سرطانية، إلا أن هذه الأورام قد تُشكل مخاطر صحية خطيرة، فقد تنمو بما يكفي للضغط على هياكل الدماغ أو الأعصاب أو الأوعية الدموية.

تختلف أعراض أورام الدماغ الحميدة باختلاف حجمها ودرجتها وموقعها، ولكن تشمل العلامات المبكرة الشائعة الصداع والدوار والغثيان ومشاكل الرؤية، غالبًا ما تُستخدم الإجراءات الجراحية لإزالة هذه الأورام بالكامل. ومع ذلك، قد يصبح هذا الإجراء معقدًا أو محفوفًا بالمخاطر نظرًا لحساسية موقع بعض الأورام.
من ناحية أخرى، تُعد الأورام الخبيثة سرطانية بطبيعتها، تتطور بسرعة، ولديها القدرة على التأثير سلبًا على الأنسجة المحيطة، وقد تتكرر أيضًا بعد العلاج.
تشمل بعض أورام الدماغ الخبيثة أورام الأرومة الدبقية، والأورام النجمية، والأورام النخاعية، يمكن استخدام مزيج من العلاجات للحد من نمو هذه الأورام.
فهم التشخيص وإجراءات العلاج
يُساعد التشخيص المبكر لأي شكل من أشكال أورام الدماغ بشكل كبير في تقليل آثارها الجسدية والعصبية طويلة المدى، من منظور دوائي، سهّلت التطورات في التقنيات الطبية، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب، عملية الكشف بشكل كبير. يستطيع المتخصصون تحديد موقع الورم ودرجته بدقة، مما يُسهّل في النهاية العلاج الدقيق.
تختلف طرق العلاج بين الأورام الحميدة والخبيثة
في حين أن الأورام الحميدة تُزال عادةً من خلال العمليات الجراحية، إلا أن إزالتها بالكامل غالبًا ما تكون غير ممكنة في حالة الأورام الخبيثة.
قد لا تتطلب الأورام الحميدة علاجًا إذا لم تظهر عليها أعراض، بينما تتطلب الأورام الخبيثة دائمًا علاجًا فعالًا نظرًا لطبيعتها العدوانية.
غالبًا ما لا تكون هناك حاجة للعلاج الإشعاعي والكيميائي في حالة الأورام الحميدة، على العكس من ذلك، يُعدّان من إجراءات العلاج القياسية للأورام الخبيثة.
لعلاج ورم الدماغ بفعالية، من المهم معرفة أشكاله وأعراضه، التشخيص لا يعني بالضرورة الإصابة بالسرطان، فحتى الأورام الخبيثة يمكن علاجها بالتدخل الطبي المناسب.
إن زيادة الوعي بالفوارق بين أنواع الأورام وأحجامها المختلفة يمكن أن يساعد في تقليل الوصمة المرتبطة بهذه الحالة وتوفير راحة نفسية للمصابين بها.