كيف يخفف تحفيز الدماغ من أعراض مرض باركنسون؟

يفقد مرضى باركنسون قدرتهم على الحركة تدريجيًا مع مرور الوقت، ويصبحون في النهاية غير قادرين على المشي.
ويعتمد أمل هؤلاء المرضى على التحفيز العميق للدماغ، المعروف أيضًا باسم جهاز تنظيم ضربات القلب.
في دراسة حديثة، بحث باحثون في مدى تأثير تحفيز منطقة معينة من الدماغ إيجابيًا على القدرة على المشي، وكيف يُحسّن ذلك جودة حياة المرضى.
ولتحقيق ذلك، استخدم الباحثون تقنية تُنشّط الخلايا العصبية وتُعطّلها بالضوء.
نُشر تقريرهم في مجلة " التقارير العلمية".

تحسين القدرة على المشي
إذا لم يعد الدواء كافيًا لتخفيف صعوبة الحركة في المرحلة المتقدمة من مرض باركنسون، فإن أحد البدائل هو التحفيز العميق للدماغ.
يُزرع مُصدر نبضات كهربائية داخل الدماغ، كما هو الحال في النواة تحت المهادية ، وهي جزء وظيفي من نظام العقد القاعدية .
تمكنت المجموعة البحثية من إثبات في دراسات سابقة على الفئران أن تحفيز التلة السفلية - المعروفة أساسًا بمعالجة المدخلات السمعية - يمكن استخدامه للتغلب على قيود الحركة.
تقول ميلو توماس، قائد المجموعة البحثية: "هناك مؤشرات على أن تحفيز هذه المنطقة من الدماغ يؤدي إلى تنشيط المنطقة الحركية الوسطى (MLR)".
من المثير للاهتمام أن الكيمة السفلية - على عكس العقد القاعدية - لا تتأثر بمرض باركنسون.
ومع ذلك، اكتشف فريق البحث بقيادة ميلو توماس أن تحفيزها يُنشّط مسارات حركية بديلة، ويمكن أن يُحسّن قدرة المرضى على الحركة.
هدفت الدراسة الحالية إلى مواصلة دراسة تأثير التكميم السفلي المُنشِّط على العضلة ذات الرأسين العضدية.
وقال ميلو توماس: "كنا نشك في أن هذا سيؤثر إيجابًا على القدرة على المشي".
التأثير البصري على الخلايا العصبية
يضمن الباحثون أن الخلايا العصبية لحيوانات التجارب المعدلة وراثيًا تُنتج بروتينًا حساسًا للضوء في مناطق مهمة من الدماغ.
الضوء الذي يصل إلى هذه الخلايا العصبية عبر ألياف بصرية صغيرة مزروعة يسمح للباحثين بتنشيطها أو تثبيطها بشكل محدد.
يقول كروس: "هذه الطريقة أكثر دقة بكثير من التحفيز الكهربائي ، الذي يؤثر دائمًا على المنطقة المحيطة بالخلايا أيضًا".
لأول مرة، وُثِّق تأثير التحفيز مباشرةً من خلال القياسات الكهربية الفيزيولوجية للنشاط العصبي في البُنى المستهدفة.
وقد استُخدم لهذا الغرض نظام متعدد الأقطاب الكهربائية.
بدمج هذه الأساليب، تمكن الباحثون من فهم تأثير التحفيز بشكل مباشر، كما أن القياس المتوازي باستخدام ما يصل إلى 4 أقطاب كهربائية يتميز بكفاءة عالية، مما يسمح بتقليل عدد الحيوانات المستخدمة.
رُصدت التأثيرات السلوكية التي يمكن أن يُحدثها التحفيز لدى الحيوانات الواعية.
أنواع جديدة من العلاج
يُعدّ استكشاف الدوائر العصبية خارج العقد القاعدية المتأثرة بمرض باركنسون خطوةً واعدةً في البحث عن نهج علاجي جديد لتخفيف العجز الحركي الناتج عن المرض، وينطبق هذا على العلاقة بين التلة السفلية والقناة العصبية الأمامية (MLR) التي بُحثت في هذه الدراسة.