دراسة جديدة تربط سنوات الإنجاب الأطول بشيخوخة الدماغ الصحية لدى النساء

تشير دراسة جديدة إلى أن عدد السنوات التي تقضيها المرأة في مرحلتها الإنجابية، بين دورتها الشهرية الأولى وانقطاع الطمث، قد يكون مرتبطا بمدى تقدم دماغها في السن في وقت لاحق من الحياة.

نشرت الدسارة في مجلة GigaScience.

تفاصيل الدراسة

قام الباحثون بتحليل مسح الدماغ لأكثر من 1000 امرأة بعد انقطاع الطمث ووجدوا أن النساء اللاتي جاءت دورتهن الشهرية الأولى في وقت مبكر، أو عانين من انقطاع الطمث في وقت متأخر، أو كان لديهن فترة إنجابية أطول أظهرن علامات شيخوخة الدماغ الأبطأ.

تقول الباحثة الرئيسية الأستاذة المساعدة إيلين لوديرز، من كلية علم النفس بجامعة أوكلاند: "تدعم هذه النتائج فكرة أن الاستراديول - الشكل الأقوى والأكثر انتشارًا من هرمون الاستروجين خلال سنوات الإنجاب لدى المرأة - قد يساعد في حماية الدماغ مع تقدم العمر".

وقد يشير البحث إلى إمكانية التدخلات الصحية مثل العلاج الهرموني في السنوات التي تسبق انقطاع الطمث وبعده مباشرة لمكافحة زيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر لدى بعض النساء.

ترتفع مستويات الإستراديول عند البلوغ، وتبقى مرتفعة خلال معظم فترة الإنجاب لدى المرأة، ثم تنخفض بشكل حاد مع اقتراب سن اليأس.

وقد ارتبط هذا الانخفاض في الإستراديول بزيادة خطر الإصابة بالخرف وغيره من أمراض الدماغ المرتبطة بالعمر. وقد أظهرت الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أن الإستراديول يمكن أن يساعد الدماغ من خلال دعم مرونة الأعصاب، والحماية من الالتهابات، وتحسين التواصل بين خلايا الدماغ.

بينما تُضيف هذه الدراسة الجديدة إلى الأدلة المتزايدة على أن الإستراديول قد يلعب دورًا وقائيًا في صحة الدماغ، يُحذّر لودرز من أن التأثيرات كانت طفيفة، وأن مستويات الإستراديول لم تُقاس بشكل مباشر. كما تؤثر عوامل أخرى - مثل الوراثة، ونمط الحياة، والصحة العامة - على شيخوخة الدماغ.

وتأمل لوديرز أن تشمل الدراسات المستقبلية مشاركين أكثر تنوعًا وأن تقيس مستويات الهرمون بشكل مباشر لفهم أفضل لكيفية مساهمة الاستراديول والعوامل الأخرى في صحة الدماغ لدى النساء.

تقول أليشا نوفاكا، طالبة الدكتوراه في جامعة أوكلاند: "من المشجع أن نرى أبحاثًا تسلط الضوء على كيفية تأثير سنوات الإنجاب لدى المرأة على صحة الدماغ في وقت لاحق من حياتها".

وأضافت أنه "مع قيام المزيد من النساء بتقييم فوائد العلاج الهرموني أثناء انقطاع الطمث، فإن نتائج مثل هذه تثير محادثات مهمة وتفتح الباب أمام أبحاث أكثر شمولاً وتركيزًا على صحة دماغ المرأة".