طفرة جينية مرتبطة بنقص الحديد لدى مرضى كرون

أظهرت دراسة كيف يمكن لطفرة جينية مرتبطة بمرض كرون أن تؤدي إلى تفاقم نقص الحديد وفقر الدم، وهو أحد أكثر المضاعفات شيوعا التي يعاني منها مرضى مرض التهاب الأمعاء، أو IBD.

داء الأمعاء الالتهابي
في حين أن داء الأمعاء الالتهابي (IBD)، وهو مجموعة من الاضطرابات الالتهابية المزمنة التي تشمل داء كرون والتهاب القولون التقرحي، يؤثر بشكل رئيسي على الأمعاء، إلا أنه قد يتجاوز تأثيره حدودها.
فقر الدم الناجم عن نقص الحديد هو الأكثر شيوعًا بين هذه التأثيرات، مما يساهم في الإرهاق المزمن وانخفاض جودة الحياة، وخاصةً خلال نوبات المرض.
أفادت دراسة، أُجريت على عينات مصل من مرضى داء الأمعاء الالتهابي، أن المرضى الحاملين لطفرة فقدان وظيفة في جين PTPN2 (بروتين تيروزين فوسفاتاز غير مستقبل من النوع 2) يُظهرون خللاً كبيراً في بروتينات الدم التي تُنظم مستويات الحديد.
وُجدت هذه الطفرة لدى 14-16% من عامة السكان، و19-20% من مرضى داء الأمعاء الالتهابي.
طفرة فقدان الوظيفة هي تغيير جيني يُقلل أو يُلغي الوظيفة الطبيعية لجين أو أحد منتجاته، وهو بروتين.
قال ديكلان ماكول، الذي قاد الدراسة: "يُلقي هذا الاكتشاف الضوء على آلية بالغة الأهمية تربط جينات المريض بقدرته على امتصاص الحديد وتنظيمه، وهو أمر ضروري للحفاظ على مستويات صحية من الدم والطاقة".
وأضاف: "تُقدم نتائجنا تفسيرًا لسبب استمرار معاناة بعض مرضى داء الأمعاء الالتهابي من نقص الحديد رغم تناولهم للمكملات الغذائية عن طريق الفم".
عندما حذف الباحثون جين PTPN2 لدى الفئران، أصيبت هذه الحيوانات بفقر الدم وعجزت عن امتصاص الحديد بفعالية.
ووجد الفريق أن هذا يعود إلى انخفاض مستويات بروتين رئيسي لامتصاص الحديد موجود في الخلايا الظهارية المعوية ، وهي الخلايا المسؤولة عن امتصاص العناصر الغذائية.
قال هيلمين لي، الباحث الرئيسي: "الطريقة الوحيدة التي يحصل بها الجسم على الحديد هي الامتصاص المعوي من الطعام، مما يجعل هذا الاكتشاف بالغ الأهمية".
وأضاف: "إن تعطيل هذا المسار بواسطة متغيرات جينية، مثل تلك الموجودة في PTPN2، قد يساعد في تفسير سبب عدم استجابة بعض مرضى داء التهاب الأمعاء للعلاج بالحديد عن طريق الفم، وهو علاج شائع لفقر الدم".
وأكد ماكول أن الدراسة تعد خطوة حيوية نحو فهم كيف يمكن لعوامل الخطر الجينية لمرض التهاب الأمعاء أن تؤدي إلى تفاقم أعراض المريض من خلال التدخل في امتصاص العناصر الغذائية.
وقال: "إن هذا يفتح آفاقًا جديدة للعلاجات الموجهة التي تتجاوز مجرد السيطرة على الالتهابات لمعالجة المضاعفات الجهازية مثل فقر الدم".
وأضاف: "يشمل ذلك إعطاء الأولوية للمرضى الذين يحملون متغيرات PTPN2 التي تسبب فقدان الوظيفة لعلاج فقر الدم بمكملات الحديد الوريدية الجهازية بدلًا من الحديد الفموي، الذي قد يكون امتصاصه ضعيفًا".