السبت 28 يونيو 2025 الموافق 03 محرم 1447
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

درسة: زيادة فحوصات ما قبل الولادة تقلل من مخاطر انخفاض وزن المولود

الإثنين 23/يونيو/2025 - 06:41 م
فحوصات ما قبل الولادة..
فحوصات ما قبل الولادة.. أرشيفية


دراسة حديثة من جامعة نوتردام تلقي الضوء على أهمية فحوصات ما قبل الولادة في غامبيا، وتؤكد أنها وسيلة فعالة لتحسين نتائج ولادة الأطفال وتقليل معدل انخفاض الوزن عند الولادة، الذي يؤثر بشكل كبير على صحة المواليد الجدد ومستقبلهم الصحي. 

في غامبيا، يعاني حوالي 10% من الأطفال حديثي الولادة من انخفاض الوزن، وهو أقل من 2.5 كغم، ويواجهون مخاطر كبيرة بما يشمل الوفاة المبكرة، الإعاقة، ومشكلات صحية مزمنة قد تصاحبهم طوال الحياة.

تفاصيل الدراسة

تشير النتائج إلى أن فحوصات ما قبل الولادة تلعب دورًا حيويًا في تحسين صحة المواليد، وأن كل فحص يوفر فرصة للكشف المبكر عن مسائل صحية مثل تأخر النمو داخل الرحم، والتي يمكن معالجتها بتدخلات صحية مناسبة. 

الدراسة التي نُشرت في مجلة PLOS Global Public Health اعتمدت على تحليل بيانات أكثر من 4400 ولادة بين عامي 2019 و2020، وركزت على العلاقة بين عدد الفحوصات قبل الولادة ونتائج الأطفال.

أظهرت النتائج أن كل فحص قبل الولادة له تأثير إيجابي بسيط على وزن المولود، بما يعادل زيادة حوالي 0.77 أونصة، مع تقليل احتمالية انخفاض الوزن بنسبة 1.2%. 

فحوصات ما قبل الولادة.. أرشيفية

الأكثر أهمية أن الأمهات اللواتي خضعن لأربع فحوصات أو أكثر كانن أقل عرضة بنسبة 3.9% لإنجاب أطفال منخفضي الوزن، مع زيادة في وزن المولود بمقدار 2.5 أونصة في المتوسط. ويُبرز هذا أن الفحوصات تراكمية، وتؤدي إلى نتائج أفضل مع زيادة عددها.

كما أكدت الدراسة أن فحوصات ما قبل الولادة توفر فرصة لاكتشاف حالات مثل تراجع النمو داخل الرحم، والذي يمكن معالجته من خلال تقديم مكملات الحديد، حمض الفوليك، والنصائح الصحية المستمرة للأمهات. 

هذه التدخلات تساهم في تحسين معدلات الوزن الطبيعي للمواليد، وتقليل الوفيات في الشهور الأولى من العمر، وهو هدف رئيسي للصحة العامة.

وتؤكد الدراسة على ضرورة تحسين جودة وتوسيع تغطية خدمات الفحص قبل الولادة، خاصة في المناطق ذات الموارد المحدودة، حيث يمكن أن تساهم في تقليل الفجوة الصحية وتحسين نتائج الأمهات والأطفال. 

ويعد هذا البحث خطوة مهمة نحو ترسيخ السياسات الصحية التي تركز على الوقاية والمعالجة المبكرة، بما يعزز من استدامة تحسين صحة الأجيال القادمة.

وفي المستقبل، يُنصح بأن تتوسع الدراسات لتقييم جودة فحوصات ما قبل الولادة، وكيفية تحسينها، مع التركيز على المكونات التي تضمن نمو الجنين بشكل صحي وتحقيق نتائج أفضل. 

ويُعد توسع برامج الفحص قبل الولادة نوعًا من الرهانات على أن استثمارنا في صحة الأمهات والأطفال يمكن أن يثمر عن فوائد طويلة المدى، ليس فقط على مستوى غامبيا، بل وفي مناطق أخرى ذات موارد محدودة.

وفي الختام، فإن الأدلة المقدمة من الدراسة تؤكد أن تعزيز الرعاية الصحية قبل الولادة يمكن أن يغير مسار حياة الأطفال، ويساهم بشكل فعال في تقليل معدلات انخفاض الوزن وتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة، مما يؤكد ضرورة استثمار الحكومات والمؤسسات الصحية في برامج تشمل فحوصات منتظمة وشاملة للأمهات قبل الولادة، لضمان بداية صحية ومستقبل أكثر إشراقًا للأجيال القادمة.